إبداع في الحديث: وزير الزراعة يضيء "دنيا يا دنيا" برؤى عميقة للقطاع الزراعي الأردني

لطالما كان القطاع الزراعي في الأردن محور اهتمام كبير، نظرًا لدوره الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل وتعزيز الاقتصاد الوطني. وفي حلقة أخيرة من برنامج "دنيا يا دنيا" عبر فضائية رؤيا، أبدع وزير الزراعة م. خالد الحنيفات في طرحه للعديد من القضايا الجوهرية والتحديات التي يواجهها القطاع، إلى جانب استعراضه للحلول والرؤى المستقبلية التي تعمل عليها الوزارة.
تجلت براعة الحنيفات في قدرته على تبسيط القضايا المعقدة، وتقديمها بأسلوب سلس ومقنع، مما عكس فهمًا عميقًا لواقع المزارعين واحتياجات السوق. لقد كان حديثه مزيجًا من الشفافية والتفاؤل حيث قال أنا محامي المزارع ، حيث لم يتردد في الإشارة إلى التحديات القائمة مثل شح المياه، التغيرات المناخية، وتقلبات الأسعار، لكنه في الوقت ذاته، قدم حلولًا مبتكرة ومشاريع واعدة.
من أبرز ما تطرق إليه الحنيفات هو موضوع الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. لقد أكد على سعي الوزارة الحثيث لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، مع الأخذ بالاعتبار الموارد المائية المتاحة. وشرح كيف أن الأردن، رغم تحدياته المائية، ينتج كميات كبيرة من المحاصيل ويصدرها إلى ما يزيد عن مئة دولة، وهو ما يؤكد على قدرة القطاع الزراعي الأردني على المنافسة. كما شدد على أن الأمن الغذائي مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف المواطن والقطاع الزراعي والمستثمرين.
ولم يغفل الوزير الإشارة إلى قضية هدر الطعام، والتي وصفها بـ"المخيفة"، مبينًا أن قيمتها تتجاوز مليار دينار سنويًا. هذا الطرح الواعي والمباشر يسلط الضوء على مشكلة مجتمعية واقتصادية كبيرة، ويحث على تبني سلوكيات استهلاكية أكثر رشداً. وفي هذا السياق، كشف عن توقيع حوالي 20 اتفاقية مع القطاع الخاص للحد من فائض الخضار والفواكه من خلال توظيفها في التصنيع، إضافة إلى إنشاء مصانع في مناطق الأغوار الجنوبية والمدن الصناعية، مع توفير تسهيلات تمويلية لدعم هذه المشاريع.
تطرق الوزير أيضًا إلى دور التكنولوجيا والابتكار في تطوير القطاع الزراعي، مثل تكنولوجيا الزراعة المائية والحصاد المائي، وهي حلول حيوية لمواجهة شح المياه. وأشار إلى الجهود المبذولة لزراعة مليون شجرة سنويًا، وتنفيذ آلاف آبار الحصاد المائي، وبناء الحفائر والسدود الترابية، مما يعكس التزام الوزارة بالاستدامة وتعزيز الموارد المائية.
إن ما يميز حديث وزير الزراعة هو قدرته على رسم خارطة طريق واضحة لتحقيق أهداف الوزارة، والتي تشمل التمويل الزراعي، التأمين الزراعي، وتشجيع الاستثمارات. لقد أظهر فهمًا عميقًا للآليات التي يمكن من خلالها دعم المزارع الأردني وتعزيز إنتاجيته.
يمكننا القول إن ظهور وزير الزراعة في برنامج "دنيا يا دنيا" لم يكن مجرد لقاء تلفزيوني عادي، بل كان فرصة لإلقاء الضوء على رؤية شاملة وطموحة للقطاع الزراعي في الأردن. إبداعه في الطرح، وشفافيته في تناول التحديات، وتفاؤله بالحلول المبتكرة، كلها عوامل أسهمت في تقديم صورة واضحة ومقنعة لمستقبل الزراعة الأردنية، مما يعزز الثقة في قدرة هذا القطاع الحيوي على تحقيق المزيد من الإنجازات.

















