+
أأ
-

د. رامي الحباشنة: "مجتمع الغايات" يخلط بين الثمن والكرامة ويصيب الفاعل الاجتماعي الأردني بالتمزق

{title}
بلكي الإخباري


 

عمان، الأردن – في تحليل عميق للأوضاع الاجتماعية الراهنة، حذر الدكتور رامي الحباشنة، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة، من خطورة الخلط بين ما له "ثمن" وما له "كرامة وقيمة معنوية" في ظل ما أسماه "مجتمع الغايات". هذا الخلط، بحسب الحباشنة، يخلق ضبابية أمام الوعي ويُعرّض الفرد والمجتمع لمخاطر جمة.
 

وقال الحباشنة في تصريحات لبلكي نيوز :- مجتمع الغايات.. الكل متهم حتى تثبت براءته!" مشيرًا إلى أن هذا الخلط يتجلى في التباس العناوين التي تواجه الناس، والتي تفشل في وضع خطوط فاصلة واضحة بين الأشياء المادية التي يمكن تعويضها، والقيم الجوهرية التي لا تقدر بثمن.
 

وشرح الدكتور الحباشنة مفهوم "مجتمع الغايات" بأن كل شيء فيه ينقسم إلى ما له ثمن مادي يمكن استبداله بمكافئ، وما يتفوق على كل ثمن ويمتلك قيمة معنوية وكرامة لا تقبل أي مقابل. ففي حين أن ميول الإنسان وحاجاته العامة قد يكون لها ثمن تجاري، فإن ما يشكل الشرط الأساسي لكون شيء ما غاية في ذاته، يمتلك قيمة جوهرية وكرامة، وليس مجرد قيمة نسبية.
 

واستشهد الحباشنة برؤية الفيلسوف أكسيل هونيث، الذي يرى أن "الاحتقار الحياتي هو سياسة عدم إدراك تحول الشخص الذي أمامنا إلى شيء غير منظور، تحوله من "أنا" له لحم ودم إلى "هو" بلا ملامح."
 

وفيما يتعلق بالواقع الاجتماعي الأردني، أوضح الدكتور الحباشنة أن الفاعل الاجتماعي الأردني يعيش حالة من التمزق والتوتر. فهو يقف الآن بين "كف القفز إلى منظومة العولمة بأداتها الرأسمالية تحت مظلة مناخ يوحي بأنه ما عليك إلا الحصول على وظيفة يتأتى منها دخل مالي يتم تقسيمه لتحقيق المتطلبات الحياتية،" وبين "مخرز سرقة المساحة الإنسانية والمعنوية من داخله لتوفير ذلك المالي الذي صدم بعدم كفايته أصلاً."
 

وخلص الحباشنة إلى أن هذه الحالة تدفع الفرد الأردني إلى أن يكون "لا هو أصبح ذلك العولمي المرفه ولا ذلك المتزن والمستقر إنسانيًا وروحيًا.. ممزق ومتوتر لأبسط حركة أو خبر أو تفكير." مما يسلط الضوء على تحديات نفسية واجتماعية عميقة تواجه المجتمع في سعيه للتكيف مع المتغيرات العالمية.