الباحث الفلسطيني إسماعيل جمعة الريماوي: الأردن بين لهيب الجغرافيا وأمانة التاريخ في إقليم مشتعل

خاص - في تحليل معمق يعكس حساسية المرحلة الراهنة، أكد الكاتب والباحث الفلسطيني المتخصص في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، إسماعيل جمعة الريماوي، أن الأردن يواجه تحديات وجودية مع اشتعال الإقليم، مشدداً على أن "الوسطية الأردنية اليوم ليست خيارًا سياسيًا ناعمًا، بل هي سياسة بقاء".
الريماوي، الذي يحمل بكالوريوس في العلوم السياسية وله العديد من المقالات في صحف ومواقع عربية وفلسطينية، سلط الضوء في مقال له بعنوان "حين يشتعل الإقليم...الأردن بين لهيب الجغرافيا وأمانة التاريخ"، على الموقع الحساس الذي يشغله الأردن، واصفاً إياه بأنه "أقرب ما يكون إلى لهيب النار". وأوضح أن الأردن ليس مجرد جار لفلسطين، بل هو "امتداد لها بالجغرافيا والتاريخ والنسيج الإنساني والاجتماعي"، مؤكداً على الترابط العشائري والدموي بين الشعبين الأردني والفلسطيني.
وأشار الريماوي إلى الدور التاريخي للأردن في احتضان اللاجئين الفلسطينيين وحمل أثقال النكبة والنكسة، ومدافعاً عن حقوقهم في المحافل الدولية. لكنه حذر من أن "الحياد السياسي" أصبح ترفاً لا تقدر عليه الدول التي تقف على خط النار، مع ما يشهده الإقليم من "حرائق متصاعدة، من غزة المذبوحة إلى الضفة المحاصرة".
وربط الريماوي بين مصير الأردن والقضية الفلسطينية، مشدداً على أن "تفكيك القضية الفلسطينية أو تصفيتها لا يعني فقط القضاء على حلم شعب، بل يعني كذلك نسف التوازنات الدقيقة التي قام عليها الكيان الأردني منذ التأسيس، وتحويل الأردن من دولة مستقرة إلى ساحة عبور للمشاريع الصهيونية البديلة". وحذر من مشروع "الوطن البديل" الذي لم يغادر الأدبيات الصهيونية، واصفاً أي حديث عن تهجير الفلسطينيين بأنه "تهديدات وجودية تمس بنيته الوطنية وتركيبته الديمغرافية ومساره السياسي".
وفي ظل هذه التحديات، تناول الريماوي المعضلة التي يواجهها الأردن في الموازنة بين التزاماته الدولية واتفاقياته الموقعة، كمعاهدة وادي عربة، وبين دوره التاريخي في حمل الوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها. واعتبر أن اللحظة الراهنة تتطلب من الأردن "إعادة قراءة موقعه بدقة، ليس فقط كدولة على تخوم النار، بل كفاعل يجب أن يُحسب له الحساب، وأن يستعيد وزنه في المعادلة الإقليمية انطلاقًا من بوابة القدس والمقدسات".
وختم الريماوي مقاله بالتأكيد على أن "حماية الأردن لن تكون فقط بتعزيز الجبهة الداخلية، بل بربط أمنه القومي بمصير فلسطين، لا كشعار بل كموقف فعلي وامتداد نضالي، يضع حدًا لكل المشاريع البديلة، ويمنع من إعادة إنتاج النكبة على أرضه". وأشاد بدور جلالة الملك عبدالله الثاني كـ "صوت عربي ثابت في المحافل الدولية، لا يساوم على القدس، ولا يتخلى عن فلسطين"، مؤكداً أن الأردن أثبت أنه أهل لأمانة التاريخ في حماية المقدسات ورفع لواء فلسطين.















