+
أأ
-

مأساة الزرقاء: رخصة حكومية لمصنع تقتل أرواحًا وتدمي قلوبًا

{title}
بلكي الإخباري


 

في فاجعة تهزّ الضمير وتدمي القلوب، تلقينا الأنباء المروعة عن وفاة سبعة مواطنين في الزرقاء نتيجة تناول مشروبات روحية يُزعم أنها منتجة في مصنع مرخص. هذه الكارثة ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي جرح غائر في جسد مجتمعنا، وتثير أسئلة وجودية حول معاني الرقابة، المسؤولية، وقدسية الأرواح.
كيف يمكن لمصنع يحمل ترخيصًا رسميًا أن يتحول إلى أداة للقتل؟ هذا السؤال يتردد صداه في كل بيت أردني، ويستدعي وقفة جادة من كافة الجهات المعنية. إن وجود ترخيص لا يعني بأي حال من الأحوال تبرئة المصنع من المسؤولية، بل على العكس، يزيد من وطأة السؤال حول مدى التزام هذه المنشآت بالمعايير الصحية والرقابية التي تضمن سلامة الأرواح.
هذه المأساة ليست مجرد أرقام تُضاف إلى سجل الوفيات، بل هي سبعة قصص حياة انتهت فجأة، وسبعة عائلات تيتمت، ومجتمع بأكمله يشعر بالخوف والحزن. إنها صرخة مدوية تطالب بتعزيز آليات الرقابة والتفتيش، ليس فقط على المصانع المشبوهة، بل على جميع المنشآت التي تتعامل مع صحة المواطنين وسلامتهم.
يجب أن تتحول هذه الفاجعة إلى نقطة تحول حاسمة. لا يكفي إغلاق المصنع أو محاسبة المتسببين فقط، بل يجب أن يكون هناك مراجعة شاملة لجميع الإجراءات والقوانين المتعلقة بترخيص ومراقبة هذه الصناعات. صحة المواطن وسلامته هي الخط الأحمر الذي لا يمكن التهاون فيه أبدًا. رحم الله الضحايا، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، ونتمنى أن تكون هذه الفاجعة دافعًا حقيقيًا لتصحيح المسار وحماية مجتمعنا من تكرار مثل هذه الكوارث.