أستاذ جامعي يُثير تساؤلات حول جودة البحث العلمي بالأردن: “هل تساءل أحدكم كيف تُنشر عشرات الأبحاث سنويًا؟”

في خطوة جريئة تضع البحث العلمي في الجامعات الأردنية تحت المجهر، طرح الأستاذ الدكتور صلحي فيصل الشحاتيت، أستاذ الكيمياء بجامعة مؤتة والرئيس الأسبق لجامعة العقبة للتكنولوجيا، تساؤلات ملحة حول آليات نشر الأبحاث العلمية وجودتها، مشيرًا إلى أرقام "مثيرة للريبة" في عدد الأبحاث المنشورة سنويًا.
جاء ذلك في تصريح للدكتور الشحاتيت، الذي يمتلك مسيرة أكاديمية وبحثية تمتد لأكثر من خمسة وعشرين عامًا في جامعات ومراكز أبحاث مرموقة حول العالم، شملت أستراليا، وسنغافورة، والولايات المتحدة الأمريكية، والسعودية، والأردن. خلال هذه الفترة، لم يتجاوز عدد أبحاثه المفهرسة في قواعد بيانات Scopus – بما في ذلك الأبحاث المستخلصة من رسالتي الماجستير والدكتوراه – 81 بحثًا علميًا فقط.
وعلق الدكتور الشحاتيت على هذا الرقم قائلاً: “هذا الرقم، الذي أعتزّ بكل جهدٍ بُذل في سبيله، يدفعني إلى طرح سؤال بسيط ومشروع: هل تساءل عمداء البحث العلمي ورؤساء الجامعات في بلدنا عن كيفية نشر أكثر من عشرين بحثًا سنويًا لأعضاء هيئة تدريس في تخصصات إنسانية أو علمية؟”
وطالب الدكتور الشحاتيت بضرورة التحقق من عدة جوانب، متسائلاً: “هل تم التحقق من آليات النشر، وجودة ما يُنشر، وأصالة تلك الأعمال، ومصادر تمويلها، وأساليب إعدادها؟”
وأشار إلى أن “الصمت المؤسسي تجاه هذه الأرقام المثيرة للريبة، والرغبة المحمومة في تسلّق سلالم التصنيفات العالمية، شجّع بعض الباحثين على الاستثمار غير المشروع في النشر العلمي، حتى غدت بعض الأبحاث تُنتج وتُسوّق كسلعة، بمعزل عن قيم العلم وأخلاقياته.”
ودعا الدكتور الشحاتيت إلى مراجعة جادة وصادقة، مؤكداً أن “آن الأوان لمراجعة جادة وصادقة، تعيد للبحث العلمي في جامعاتنا روحه، وصدقه، وقيمته.”
تأتي هذه التصريحات لتفتح الباب أمام نقاش أوسع حول معايير البحث العلمي في الأردن، والحاجة الملحة لتعزيز النزاهة الأكاديمية وضمان جودة المخرجات البحثية بما يخدم سمعة الجامعات ومستقبل التعليم العالي في المملكة.

















