النجاح ليس شهادة: رسالة أمل مع إعلان نتائج التوجيهي

كتب الناشر - ونحن على أعتاب إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، تعيش آلاف الأسر حالة من الترقب والقلق. ومع كل نتيجة، سواء كانت نجاحًا باهرًا أو إخفاقًا غير متوقع، تتشكل نظرة المجتمع لمستقبل أبنائنا. ولكن، في هذه اللحظات الفاصلة، من الضروري أن نتوقف لحظة ونتذكر حقيقة مهمة: النجاح لا يُختصر في شهادة، بل هو رحلة مستمرة من التعلم والإرادة.
لأولئك الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح هذه السنة، قد تشعرون بالإحباط أو الخيبة. قد تظنون أن الأبواب قد أُغلقت في وجوهكم، وأن المستقبل أصبح غامضًا. لكن دعونا نؤكد لكم أن هذا الشعور ليس إلا محطة عابرة. فالفشل في التوجيهي ليس نهاية العالم، بل قد يكون بداية طريق مختلف، طريق يؤدي إلى نجاحات قد تفوق التوقعات.
إن المجتمعات المزدهرة تُبنى على سواعد متنوعة. فبقدر حاجتها إلى الأكاديمي والطبيب والمهندس، هي أيضًا في أمس الحاجة إلى الحرفي الماهر، والفني المبدع، وصاحب المهنة اليدوية المتقنة. إن هذه المهن ليست أقل شأنًا، بل هي العمود الفقري لاقتصادنا ومجتمعنا، وتساهم بشكل مباشر في عجلة التنمية والتقدم.
لذلك، إلى كل من لم ينجح في التوجيهي: انظروا إلى هذه النتيجة على أنها فرصة جديدة، لا نهاية. استكشفوا مواهبكم، وابحثوا عن شغفكم في مهنة أو حرفة. سوق العمل اليوم يرحب بالأيدي الماهرة والخبرات العملية. لا تدعوا ورقة تحدد مسار حياتكم، بل دعوا إرادتكم وشغفكم هما من يرسمان هذا المسار. فالنجاح الحقيقي هو أن تجد مكانك، وتُبدع فيه، وتكون إضافة حقيقية لهذا الوطن.
















