زئير على الورق وصمت على الأرض !

كتب الناشر - تتالت الكلمات وتضخمت البيانات وامتلأت أروقة الدبلوماسية والصحف العربية وشاشات التلفزة بزئير الغضب خرج نتنياهو رأس الفاشية الإسرائيلية ليعلن للعالم عن حلم إسرائيل الكبرى بمشروع لم يعد يخفى تحت الطاولة كان الرد سريعا ومتوقعا تمثل في مئات آلاف الحروف التي خطتها الأقلام من بيانات فردية وأخرى جماعية أبرزها بيان لـ 31 دولة حمل في طياته لغة حاسمة ورافضة لهذا التوسع .
لكن ما الذي فعله نتنياهو تجاه كل هذا ؟؟ …. لا شيء فقد تجاهل كل هذه الكلمات وكأنها لم تكتب هذا التجاهل ليس نابعا من غطرسة وحسب بل من قناعة عميقة بأن ما يقال في البيانات لن يترجم إلى فعل على الأرض إنها تجربة قديمة تتجدد فصولها كلما أقدمت حكومة الاحتلال على خطوة عدوانية جديدة فالعالم يرفض بالأقوال بينما الاحتلال يمضي بالأفعال.
لقد علمتنا حروب 48 و 67 وأحداث 7 اكتوبر أن العالم يكتفي بالمراقبة والإدانة ففي الوقت الذي كان فيه الفلسطيني يقتل ويطرد من ارضه وفي قطاع غزة يجفف من الحياة الإنسانية عبر حرب إبادة وجرائم حرب وتطهير عرقي لم تهتز خطط حكومة تل أبيب ولم يجبروا على التراجع ولم يجبروا على التفكير في خيارات بديلة لمشروعهم.
الكلمات لم تعد كافية أمام المخططات الإجرامية والبيانات مهما حملت من قوة تبقى مجرد حبر على ورق ما لم تدعم بخطوات عملية تترجم الغضب إلى ضغط حقيقي .
طالما بقيت هذه البيانات مجرد زئير لا يتبعه أي فعل …… سيظل نتنياهو وحكومته ماضيين في حلمهم التوسعي غير عابئين بأي صوت يرتفع ما دام هذا الصوت بلا قوة تسكته !



















