د عاطف نايف زريقات يكتب : وحدة التيار الديمقراطي الاجتماعي بين الشعارات والواقع

لم يعد خافياً على أحد أن الأحزاب التي تتبنى الفكر الديمقراطي الاجتماعي في بلادنا تعاني من مشكلة جوهرية تتمثل في تشتتها وتعدد أطرها وهو ما يُفقدها القدرة على التأثير الفعلي في الحياة السياسية فالتجارب المتكررة أثبتت أن التفرّق لا يصنع تياراً وأن الاعتماد على كيانات صغيرة أو شخصيات مستقلة ورؤساء بلديات غير منتمين تنظيمياً لا يمكن أن يُكوّن حركة موحّدة قادرة على حمل مشروع سياسي واجتماعي واضح .
لقد كان ملتقى الحوار حول وحدة التيار الديمقراطي الاجتماعي مثالاً حياً على هذه المعضلة إذ برزت فيه التساؤلات أكثر من الإجابات هل نحن أمام تجمع فعلي يسعى لبناء قيادة موحدة ؟
أم أننا ما زلنا ندور في حلقة الاختلاف؟ وكيف يمكن أن ندمج المستقلين في هذا الإطار وعلى أي أسس يتم اختيارهم ومن يملك حق تحديد معايير الانضمام ؟
إنَّ الإجابة عن هذه الأسئلة لا تتحقق عبر رفع الشعارات أو الاكتفاء بالتصريحات بل تحتاج إلى تفاهمات حقيقية وصريحة بين الأحزاب نفسها بعيداً عن الحسابات الضيقة والمصالح الأنية إن مانت فرديه أو حزبيه فالوحدة لا تتحقق بالإرادة المعلنة فقط بل بالأليات العملية التي تُترجم هذه الإرادة إلى خطوات ملموسة مثل الاتفاق على برنامج سياسي مشترك وهيكل تنظيمي جامع وألية واضحة لاختيار القيادة على أسس الكفاءه
إن قوة التيار الديمقراطي الاجتماعي لن تأتي من كثرة الشعارات أو البيانات بل من وحدته وقدرته على تمثيل الناس بصدق وتقديم بديل وطني واقعي يُعبّر عن احتياجات المجتمع وتطلعاته ٠ فالوقت قد حان للخروج من دائرة التشتت والتأسيس لبيت سياسي جامع يضم كل المؤمنين بهذا الفكر لتتحول الديمقراطية الاجتماعية من عنوان إلى ممارسة ومن شعار إلى فعل سياسي حقيقي .



















