+
أأ
-

ثقة مهزوزة: عندما تهتز أسرار الدولة على أيدي النخب !!

{title}
بلكي الإخباري

كتب الناشر - في أي دولة، تُعتبر الثقة بين المواطنين والمؤسسات الركيزة الأساسية للاستقرار والأمن. وعندما يتعلق الأمر بالأسرار الأمنية، فإن هذه الثقة لا تُقدر بثمن. لكن ما الذي يحدث عندما تُفشى هذه الأسرار، ليس من قبل أجهزة معادية، بل من قبل من يُطلق عليهم "نخب ورجالات دولة"؟
 

هذا التساؤل يضعنا أمام أزمة ثقة حقيقية. فكيف يمكن للمواطن أن يطمئن على أمن بلاده في وجه المخططات الخارجية، إذا كانت أسرار دولته تُسرب عبر وسائل الإعلام على يد شخصيات يفترض أنها مؤتمنة على هذه المعلومات؟
 

فتسريب الأسرار الأمنية لا يمثل مجرد خرق للقانون، بل هو خيانة عظمى للمسؤولية الوطنية. فهذه الأسرار لم توضع في أيدي هذه النخب إلا لأنها تُعتبر موضع ثقة من قبل الدولة. وعندما تُفشى، فإنها لا تُعرّض أمن الدولة للخطر فقط، بل تُهز ثقة الشعب في المنظومة بأكملها.
 

الأجهزة الأمنية، على الرغم من مهامها الجسيمة في مواجهة التهديدات الخارجية، لا يمكنها أن تعمل بفاعلية إذا كانت "الجبهة الداخلية" مُخترقة من داخلها. فإفشاء الأسرار يُعطي أجهزة الاستخبارات الأجنبية أداة قيمة لزعزعة الاستقرار وتفكيك الجهود الأمنية.
 

ومن هنا هذه  دعوة صريحة لإعادة النظر في معايير اختيار وتأهيل من يتولون المناصب الحساسة. فالمسؤولية الوطنية ليست مجرد منصب أو لقب، بل هي أمانة ثقيلة تتطلب كفاءة، وولاء، وقبل كل شيء، حصانة أخلاقية لا تتزعزع. وإلى أن يتم استعادة هذه الثقة، سيبقى السؤال معلقاً في أذهان الجميع: من يحمي أسرارنا إذا كان الحارس هو من يسربها؟