مستشفى الكرك الحكومي.. إنجازات طبية تتجاوز التوقعات وتحدي التوسعة

شهد مستشفى الكرك الحكومي خلال السنوات الأربع الماضية تحولاً جذرياً ونقلة نوعية بكل المقاييس، حيث تجاوز دوره التقليدي ليصبح مركزاً طبياً حيوياً يخدم سكان محافظة الكرك ومحافظات الجنوب بأكملها. هذا التطور الملحوظ لم يأتِ من فراغ، بل كان نتاج عمل دؤوب وشراكات استراتيجية، كان أبرزها توقيع اتفاقية تعاون مع كلية الطب بجامعة مؤتة. هذه الاتفاقية فتحت الباب على مصراعيه لاستقطاب كفاءات طبية عالية وتوفير اختصاصات دقيقة كانت المنطقة بأمس الحاجة إليها، مثل تخصص أمراض الروماتيزم، وعمليات المفاصل، وعلاج غدد الأطفال والكبار. ولم يكتفِ المستشفى بذلك، بل قام بتعزيز كوادره الطبية بشراء خدمات عدد من الأطباء المختصين، بالإضافة إلى إبرام اتفاقية حاسمة مع الخدمات الطبية الملكية لتغطية عمليات القسطرة القلبية، حتى في الحالات الطارئة، مما أنقذ حياة الكثيرين ووفّر عليهم عناء السفر إلى محافظات أخرى.

تزامناً مع هذا التوسع في الاختصاصات، شهد المستشفى افتتاح أقسام جديدة ومتطورة. فتم إنشاء قسم لجراحة الأعصاب، الذي أثبت كفاءته العالية بإجراء عمليات نوعية ومعقدة، كان آخرها  عملية استئصال ورم دماغي ليلة أمس  استمرت لسبع ساعات. كما تم افتتاح قسم للجراحة الخاصة وقسم لتخطيط المثانة، مما أضاف قيمة كبيرة للخدمات الطبية المقدمة.

هذه الإنجازات المتتالية أدت إلى ازدياد أعداد المراجعين بشكل كبير، ليس فقط من الكرك، بل من جميع محافظات  الجنوب والأغوار، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة بالرعاية الصحية التي يقدمها المستشفى. ومع هذا الإقبال الهائل، برز تحدٍ جديد يتمثل في ضيق مساحة المستشفى الحالية، التي لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى والمراجعين.

أصبحت الحاجة للتوسعة ضرورة ملحة لمواكبة هذا النمو. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات رئيس الوزراء السابق، د. جعفر حسان في وقت سابق ، التي أشار فيها إلى أن بناء عيادات جديدة للمستشفى مدرج على جدول أعمال عام 2025، مما يبعث الأمل في مستقبل يواصل فيه هذا الصرح الطبي دوره الحيوي في خدمة المجتمع.