تحديات الأردن: الخطر الأكبر داخلي وليس خارجي .

كتب الناشر - يواجه الأردن اليوم تحديات عميقة، قد لا يكون أخطرها قادمًا من اسرائيل ، بل من قضايا داخلية تتصل بالإدارة والفساد. إن الأزمات التي تعصف بالبلاد ليست وليدة ظروف إقليمية معقدة فحسب، بل هي نتاج مباشر لقصور في اتخاذ القرارات وضعف في الإدارة، ما يضع مستقبل الوطن على المحك.
يشير العديد من المواطنين في جلساتهم حتى مع عائلاتهم إلى أن هناك تيارا ، يمكن وصفه بـ "تيار حاضر سيدي "، قد تغلغل في مفاصل الدولة بسبب جبنه وضعفه وانتهازيته ، مما أعاق مسيرة التنمية والإصلاح. هذا التيار، الذي يغلب عليه السعي لتحقيق مكاسب شخصية ، يقف حائلًا أمام أي تغيير حقيقي، ويستخدم نفوذه لإعاقة التقدم. إن هذا الواقع أدى إلى تدهور الخدمات وتزايد معاناة المواطنين، وهو ما يهدد ثقتهم بمؤسسات الدولة.
فالفساد المستشري، إلى جانب ضعف الكفاءة في مواقع اتخاذ القرار، يشكل خطرًا أكبر من أي تهديد خارجي. فتاريخيا ، كانت الدول تنهار من الداخل بسبب الفساد وسوء الإدارة وعجر المسؤول عن اتخاذ قرار ، وليس بسبب الأعداء الخارجيين. ولذلك، فإن مستقبل الأردن يرتكز على قدرته على مواجهة هذه التحديات الداخلية، وتطهير مؤسساته من الفساد، وتفعيل آليات المحاسبة، وتمكين الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل.

















