خطاب الملك عبدالله الثاني في قمة الدوحة: دعوة للتوازن ونقطة تحول في المشهد العربي

.
بقلم : الدكتور هادي عبدالفتاح المحاسنة
عميد شؤون الطلبة في جامعة العقبة للعلوم الطبية
الملك عبد الله الثاني مضامين مهمة في خطاب قمة في القمة
هي دعوةٌ للتوازن، وسؤالٌ للضمير، ونداءٌ للشعوب بأن تستيقظ من سُبات الصمت؛ لأنها كلمةٌ ذات أبعاد إنسانية، عميقة، وقادرة على إعادة رسم ملامح الحوار العربي في وقتٍ يشكو من ضبابية المسارات والتقاعس الجماعي. دعوة حملت مضامين سامية كسمو من طرحها وآمن بها حيث كان هناك في الدوحة من قائدنا وقدوتنا وحامل آمالنا
1. تأكيد السيادة والأمن المشترك
الملك عبدالله لم يكتفِ بالإدانة الكلامية للهجوم على قطر فحسب، بل شدّد على أن أمن قطر واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من أمن الأردن، وبمعنىٍ أوسع، من أمن الأمة العربية كلها. هذا الربط لا يُعبّر عن تضامنٍ فحسب بل عن إدراكٍ أنّ الاعتداء على أي شقيق عربي هو انتهاك للأخوة، للحقوق، وللشرعية الدولية. الشرعية التي يتم اغتيالها يوما يعد يوم في تعد سافر على حقوق الشعوب والدول في أمن ينتج عنه رخاء اقتصادي وفاعلية .
2. الدعوة لرد فعلٍ عربي وإسلامي جاد وحاسم
ليست هذه الكلمات للزينة، بل خطةُ طريقٍ تتطلّب من القادة والمجتمعات أن يتحلّوا بالمصداقية والشجاعة. فالمَعاناة الفلسطينية، والخطر الماثل على سيادة الدول هي ليست قضايا هامشية بل لبُّ الحرمة التي تجمع الأمة ؛ الأمة التي تشعر أن الخطر يداهمها وانها بحاجة إلى قيادة راشدة وحوكمة السياسات لبناء نموذج هم مشترك يحتاج وقوف مشترك ليس من اجل غزة فقط وإنما من أجل السلام العادل الشامل الذي ينشده الجميع .
3. المسؤولية الدولية والشرعية القانونية
دعا الملك إلى أن يكون هناك ضغط دولي لوقف التصعيد، واحترام القانون الدولي، واحترام مواثيق يُبرَّمها مجتمعٌ أقرّها كعاملٍ من عوامل الاستقرار. هذا التركيز على الشرعية يحاول إعادة بوصلة الحوار العالمي إلى ما يجب أن تكون عليه الدولة العربية – ليست ككيانٍ بسيطٍ في الخريطة، بل كطرفٍ يملك حقوقًا وحرمةً وعليه واجبٌ أيضاً تجاه شعوبه. فقد وضع في خطابه الدول أمام ضمير قانوني عادل مسؤول يمنع الكيل بمكيالين ويعطي الجميع نفس المساحة ؛المساحات تنحسر بسبب استخدام القوة دون حسيب أو رقيب .
4.الأهمية للشعوب :
هي دعوة منه لاستعادة الكرامة كلمات تنبس بالحق ولا تتخطاه ؛ التهديد ليس له حدود عبارة خطيرة بل رؤية مستنيرة من مطلع مضطلع بعواقب الامور ومسارات الاحداث لانساوم على كرامة ولسنا نعامة نضغ الرؤوس في الرمال وعوراتنا مكشوفة . وفيه إحياء للأمل وتجديد للثقة أن الحق أبلج مهما تلجلج الباطل قائد يحاول دوما أن يُمسك بلجام الحق هكذا هم الفرسان الحق لايعلو عليه شيء والحق دوما شعار النبلاء وأهل المنطق .وبين جلالته أن للمواطن دور كبير في التضامن فقد حمل في طياته منبه للشعوب والمجتمعات بأن مسؤوليتنا لاتكتمل بمجرد المشاهدة أو مشاركة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بل المطالبة بضغط لان الكلمة تلهم الفعل والفعل يعيد بناء المشهد
اختصرها جلالته عندما ربط استقرار الاردن بأمن قطر واستقرارها سلاسة الجمع بين العاطفة والعقل حب للأمة يطفو على المشهد في خطاب عربي مهم ؛ أمل ونصح في الوقت نفسه فالتهديد ليس له حدود والمصير الانساني مقدس ومقدم على كافة المكاسب السياسية .
ليس خطاب استهلال أو استهلاك وليس خطاب تأبين بل خطاب تنبيه أن التأجيل خطير وأن المنطقة على سفيح ساخن لاتحتمل مزيدا من التراخي
فإلى أي أمد يمكن أن تتحول مثل هذه الكلمات إلى قرارات فعلية نقطة للنقاش والتأمل فاح عبيرها في خطاب مهم ملهم واثق وماهي الأدوات التي تملكها الدول والشعوب لترجمة هذا الخطاب إلى واقع؟ وكيف يمكن أن يتعاضد الإعلام، الحقوقيون، المثقفون، المواطنون، لكي يجعلوا من هذه اللحظة نقطة تحوّل؟.
اسئلة مشروعة في خطاب شكل خارطة طريق ؛خطاب العائم لا الغريق خطاب المبصر الواعي بدقائق الامور .
خطاب مثل الأردن الدولة والاردن الانسان والاردن الموقف والتاريخ خطاب كانت فيه القدس حاضرة فهي بوصلة الأمة وفيه جرح غزة النازف يشعل لهيب التعاضد والتكاتف ففلسطين لم تغب وحق شعبها في دولة على أرضه دوما حاضر















