مخيم البقعة بين هموم الواقع وثبات الموقف… الزيارة التي جسدت عمق الالتفاف حول القيادة الهاشمية ودعم فلسطين

لم يكن الحضور اللافت لمحافظ البلقاء فيصل السواعير يرافقه قادة الأجهزة الأمنية في أروقة لجنة خدمات مخيم البقعة مجرد زيارة بروتوكولية، بل كان مشهداً يؤكد أن الدولة الأردنية لا تترك المخيمات الفلسطينية وحدها في مواجهة أعبائها، وأن القيادة الهاشمية تنظر إلى هذه البقاع باعتبارها عنواناً للصمود ورمزاً للهوية الفلسطينية التي ما زالت تنبض على أرض الأردن.
في هذا اللقاء المفتوح، ارتفعت الأصوات لتؤكد أن البقعة ليست مجرد مخيم، بل هي شاهد حي على التضحيات، وميدان للمعاناة اليومية، وفي الوقت ذاته حاضنة للموقف الوطني الصلب في دعم القيادة الهاشمية. فقد كان النائب أحمد الصراحنة واضحاً حين تحدث عن أن جلالة الملك عبد الله الثاني ما يزال الرقم الصعب في الدفاع عن فلسطين، وأن الأردن اليوم يقف بصلابة في مواجهة كل الضغوط، رافضاً أي شكل من أشكال التطبيع السياسي، حيث لا طاقم إسرائيلي في عمّان ولا سفير أردني لدى الاحتلال. وهذه رسالة واضحة: أن الموقف الأردني لا يقاس بالتصريحات بل بالفعل الملموس.
أما نائب رئيس لجنة خدمات مخيم البقعة المحامي شريف العوفي، فقد أعاد التذكير بأن دعم الهاشميين للشعب الفلسطيني هو إرث متوارث، نهج ثابت لم ينقطع منذ عهد المؤسس، يتجلى اليوم في مواقف الملك عبد الله الثاني وخطابه الأخير في قمة قطر، الذي كان صوت الحق والعدالة في وجه آلة الاحتلال. خطاب لاقى ترحيباً عالمياً وعربياً، لأنه ببساطة كان معبّراً عن ضمير الأمة لا عن حسابات سياسية ضيقة.
رئيس اللجنة السيد وليد عبد الرحمن رحب بالوفد الرسمي، مؤكداً أن هذه الزيارة تعني الكثير لأبناء المخيم، فهي تؤكد أن الحكومة تتابع هموم الناس عن قرب، وتدرك أن المخيمات ليست عبئاً، بل شريكاً في المعادلة الوطنية الكبرى، ومعقلاً للدفاع عن فلسطين في وجدان الأردنيين جميعاً.
إن قراءة هذا المشهد تكشف أن العلاقة بين الدولة والمخيمات الفلسطينية ليست علاقة خدمات فقط، بل هي علاقة هوية ومصير، وأن كل زائر لمخيم البقعة يدرك أن أهل المخيم يجمعون على دعم القيادة الهاشمية، ويهتفون باسم فلسطين وباسم القدس، معتبرين أن معركتهم هي ذاتها معركة الأردن، وأن النصر لا يتحقق إلا بوحدة الصف وثبات الموقف.

وهكذا، فإن الزيارة لم تكن مجرد حدث عابر، بل محطة سياسية وإنسانية تعيد التذكير بأن الأردن سيبقى على العهد، حاملاً راية الدفاع عن القدس وعن فلسطين، فيما تبقى المخيمات، وعلى رأسها البقعة، خزّاناً وطنياً لا ينضب في دعم هذه المسيرة، وفي التمسك بالثوابت رغم كل التحديات.

















