+
أأ
-

سياسات : د.خالد الشنيكات ..وجهة نظر الأردن تتقاطع مع وجهه نظر بايدن في حل الدولتين، ولدى جلالة الملك علاقة قوية ببايدن نفسه وصداقة متينة

{title}
بلكي الإخباري

في رده على استفسار حول توقعاته للسياسة التي ستنتهجها الادارة الامريكية الجديدة بِما يتعلق بالإجراءات الإسرائيلية الأحادية على الأرض والتي تقوض مسار حل الدولتين ...وهل سيكون للاردن دور هام بالفترة المقبلة وتعاون مع الادارة الامريكية قال الاستاذ الدكتور خالد الشنيكات استاذ العلوم السياسية لبلكي الاخباري :-





الحقيقة أن لدي إدارة بايدن إدراك كبير لما يجري في المنطقة، وشخص بايدن نفسه ضليع بالسياسة الخارجية، وقلما وصل رئيس للولايات المتحدة بخبرته في السياسة الخارجية، فشخص الرئيس منخرط بالسياسة الخارجية منذ حرب رمضان عام 1973، اي منذ أكثر من أربعة عقود إلى اليوم، والمناصب التي تولاها في الولايات المتحدة كانت على علاقة بالسياسة الخارجية وملفاتها.





وأشار الشنيكات الى ان ما يطرحه بايدن وفريقه هو أن حل الدولتين هو الحل الآمن لإسرائيل ويصب في استقرارها واستقرار المنطقة، ويضمن أمن إسرائيل، وينهي جوهر الصراع في المنطقة، ويضمن العدالة مما يعني أن هذا الحل سيستمر ويبقى بوصفه متسق مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، كذلك هذا الحل سيحمي المصالح الأمريكية، ويضمن تسويق الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها صانعة سلام في العالم، ولديها القدرة على تسوية الصراعات السياسية الدولية.
وعليه ستسعى الإدارة الأمريكية وبشكل حثيث للضغط على اسرائيل، ولتحدث مع العالم العربي بالحل، وللمصادفة اليوم اهابت الجامعة العربية بالمجتمع الدولي لإعادة إحياء حل الدولتين والذي قوضته إدارة ترامب بشكل كبير.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل لدى إدارة بايدن القدرة على الضغط على إسرائيل، وخاصة أن إسرائيل ترى فعليا في حل الدولتين تهديد حقيقي لعمقها الاستراتيجي، وان مسألة دولة فلسطينية بجانب اسرائيل أمر لايمكن القبول به، أنا من الذين يعتقدوا أن خيارات بايدن محدودة في الضغط على إسرائيل، وستنتهج اسرائيل استراتيجيات متعددة للهروب من هذا الاستحقاق منها:
1- ستطلب الدعم من حلفاءها في الكونغرس، ولديها تأييد ساحق في الكونغرس.
2- ان شخصية بايدن تشير إلى إنه يعدل معتقداته في السياسة الخارجية إذا ما تعرض لضغوط من الداخل الأمريكي، وهذا وفق أبرز التحليلات النفسية لشخصيته.
3- ان إسرائيل لديها اليد الطولى في الضغط على الفلسطينيين لعدم إثارة حل الدولتين بشكل جدي، ومن أدواتها التنسيق الأمني، فرض الإغلاق والعقوبات، حجز الضرائب.
4- ان إسرائيل قد قطعت شوطا كبيراً في التطبيع مع الدول العربية، وستضغط بقوة على إدارة بايدن لايلاء ملف التطبيع بدلاً من ملف حل الدولتين.
5- إذا تعرضت اسرائيل لضغط كبير من ادارة بايدن، قد تدعو لإجراء انتخابات جديدة في الداخل الإسرائيلي بحجة اننا دولة ديمقراطية ولايمكن القبول بحل الدولتين دون معرفة رأي شعبنا، فنحن لسنا من جمهوريات الموز.
6- ستتحجج اسرائيل بأنها لن تقبل بحل الدولتين لأنها تعيش ببيئة عدائية، فالعرب من وجهة نظرهم أما إرهابيون أو مستبدون، وبالتالي علينا أولا أن نطالب باصلاحهم أي العرب، قبل الضغط على إسرائيل، وقد نجحت هذه الاستراتيجية في عهد بوش الابن، حينما أعطت الأولوية لإصلاح النظم السياسية العربية ودمقرطتها على حساب قضيتهم المركزية.
7-قد تدفع اسرائيل باتجاه الضغط على إدارة بايدن لمعالجة الملف الايراني بوصفه تهديدا حقيقيا لامنها ووجودها.
ببساطة لست متفائلاً في ضوء ما ذكرته آنفا.
واضاف الشنيكات حول توقعه للعلاقة بين الأردن بالولايات المتحدة، قائلا : من المتوقع أن تزداد قوة، فأولا برنامج المساعدات الأمريكية الذي تقدمه للاردن هو الأكبر مقارنة بعدد سكان، وهناك تعاون أمني في قضايا مكافحة الإرهاب والتطرف، وملفات إقليمية أخرى، ومن المتوقع أن يحدث تعاون وتنسيق في ملف حل الدولتين، ووجهة نظر الأردن تتقاطع مع وجهه نظر بايدن في حل الدولتين، ولدى جلالة الملك علاقة قوية ببايدن نفسه وصداقة متينة، واعتقد أن لديهم لغة مشتركة وتفاهم في كثير من ملفات المنطقة أيضا.
كذلك تدرك الولايات المتحدة الأمريكية الدور الإنساني الكبير الذي يقوم به الأردن في استقبال اللاجئين من مناطق الصراع، واللغة المعتدلة التي يعتمدها الأردن، بالإضافة لسياسة الاعتدال والوسطية بوصفه نموذج جدير بالتقدير والاحترام.
ببساطة ستشهد العلاقات الثنائية تطورا وفقاً لكل المؤشرات.