+
أأ
-

منى الغانم تكتب: “نحو طريق الإصلاح…من يعيد ضبط البوصلة حين تتيه الإتجاهات؟”

{title}
بلكي الإخباري

 

الإصلاح حاضرٌ في الخطاب، غائبٌ في الواقع… إلى متى؟

في زمن تكثر فيه الضوضاء وتتداخل فيه المصالح، يبقى الإصلاح هو الشعاع الذي يعيد للوطن بريقه، ويعيد للأمة ثقتها بنفسها وقدرتها على صنع غدٍ أفضل.

في زمن تكتنفه التحديات وتعصف به الأزمات المتلاحقة، يقف الوطن على مفترق طرق مصيري، يحتاج فيه إلى إصلاح شامل وعاجل يعيد إليه توازنه ويجدد أمله في مستقبل أفضل. لكن يبقى السؤال: 

من يعيد ضبط البوصلة حين تتيه الاتجاهات وتغيب الرؤية الواضحة؟

الإصلاح ليس مجرد خُطَب أو شعارات، بل هو ضرورة وطنية مُلِحة تتطلب إرادةً حقيقية وتحركًا عاجلاً في مختلف المجالات الحيوية، لتصحيح المسار وبناء مستقبل مستدام. إن حب الوطن الحقيقي يظهر في العمل الدؤوب على إصلاح ما فسد، والوقوف بثبات أمام التحديات لا بالتجاهل أو التماهي معها.

*تشمل مجالات الإصلاح الأساسية:

• الإصلاح السياسي: عبر بناء مؤسسات نزيهة وشفافة، وتعزيز المشاركة الشعبية، واحترام الحقوق والحريات، وضمان تحقيق العدالة والمساواة. وهذا يُعيد ثقة المواطن بمؤسسات بلاده، ويمنح العمل العام مصداقية ، ويُحول الانتماء إلى مشاركة حقيقية في صناعة القرار.

• الإصلاح الاقتصادي: بتنمية مستدامة تتيح فرص العمل، وتحُد من الفقر والبطالة والمحسوبية والتضخم ، وتحقق توزيعًا عادلاً للثروات، مع مكافحة الفساد الاداري والمالي وإرساء بيئة استثمارية سليمة.

• الإصلاح الإجتماعي: من خلال تجويد التعليم والرعاية الصحية، وتحسين الخدمات العامة، والعمل على رفع مستوى المعيشة، وتمكين الشباب والمرأة، وضمان العدالة الاجتماعية لكل فئات المجتمع.

• الإصلاح القضائي والقانوني: ضمان استقلال القضاء، واحترام القانون، وحماية حقوق المواطنين، وبناء نظام قضائي نزيه يثبت سيادة القانون.

الاصلاح الفكري والثقافي والفني:

عبر نشر الوعي، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح، واحترام الآخر، ومحاربة التطرف والتعصب وتعزيز الخطاب الديني المعتدل، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتنمية المواهب والذائقة الفنية وتحسين الذوق العام والأخلاق والسلوكات العامة.

هذه المجالات متشابكة، ولا يكفي الإصلاح في جانب دون الآخر، لأن الوطن كيان واحد يستحق العناية المتكاملة.

الإصلاح العاجل ليس خيارًا ترفيهيًا، بل هو واجب ومسؤولية جماعية يتوجب علينا جميعًا أن نتحملها، فنحن جزء من هذا الوطن، ونستمد منه هويتنا وأماننا. وحب الوطن الحقيقي هو الذي يدفعنا للوقوف بجرأة أمام التحديات ، ورفض كل ما يعرقل تطوره وازدهاره، والسعي الدؤوب نحو التغيير الإيجابي.

من يعيد ضبط بوصلة الإصلاح اذا تاهت الاتجاهات ! من يعيد للوطن روحه وحياته، ويكتب فصلاً جديدًا من الانتماء والولاء والوفاء قبل أن تضيع الاتجاهات وينحرف المسار ؟!.. 

وما دام فينا من يؤمن بالوطن، فحكاية الإصلاح لم تنتهِ بعد…

حفظ الله وطننا وقيادتنا الهاشمية الرشيدة وشعبنا الوفي وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.