+
أأ
-

أحمد يوسف البطوش يكتب : الكرك ... قصة المجد التي تبدأ من قلعتها

{title}
بلكي الإخباري

 

 

رئيس الهيئة الإدارية لفريق قيادتنا هاشمية وهويتنا أردنية

الكرك ليست مجرد نقطة على خارطة الوطن، بل هي حكاية متجذّرة في عمق التاريخ الأردني والعربي والإسلامي،  مدينة تعانق السماء من فوق جبالها الشامخة، وتطلّ على الوديان كحارسةٍ للمجد، وفي قلبها تنبض قلعة الكرك، درة التاريخ وسجل البطولة التي لا تُمحى.

منذ أن ارتفعت حجارتها الأولى في العهد الصليبي، ثم تحوّلت إلى حصنٍ منيع في عهد الأيوبيين والمماليك، ظلّت القلعة رمزًا للقوة والصمود، وعلى أسوارها كُتبت فصول من العزّة والكرامة، ودافع الأبطال عن الأرض والدين والهوية، فغدت القلعة شاهدًا على أن المجد لا يبنى إلا بالتضحيات.

واليوم، تتجدد القصة برؤيةٍ هاشميةٍ حكيمة يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي يوجّه دوماً نحو إحياء المدن التاريخية لتكون مناراتٍ نابضة بالحياة. فالكرك ليست فقط موقعًا أثريًا؛ بل هي مركز ثقافةٍ وتنميةٍ وسياحةٍ مستدامة، تعيد وصل الماضي بالحاضر وتفتح أبواب المستقبل.

تلك الرؤية الملكية تعكس إيمان القيادة بأنّ التاريخ ليس مجرد ذكرى، بل هو أساس نبني عليه الغد، فعندما نعيد الحياة إلى قلعة الكرك، فإننا نعيد الاعتبار لهويتنا، ونزرع في نفوس أبنائنا فخر الانتماء لوطنٍ صمد على مرّ العصور.

من خلال مشاريع الترميم، والمهرجانات الثقافية، والأنشطة السياحية التي تعكس روح المكان، يمكن أن تصبح القلعة مركز إشعاعٍ ووجهةً عالمية تروي للعالم قصة الأردن — قصة وطنٍ كتب تاريخه بالحجارة والإرادة، وبقي شامخًا مثل قلعة الكرك نفسها.

إنّ الكرك، بتاريخها وأهلها وقلعتها، ستظل رمزًا للفخر الوطني ومرآةً لروح الصمود الأردنية، ومن واجبنا أن نواصل المسيرة على نهج القيادة الهاشمية، لنجعل من الكرك منارةً تحكي قصة الأردن الخالدة — قصة تبدأ قراءتها من القلعة، وتمتد فصولها نحو مستقبلٍ مشرقٍ لوطن العزة والكرامة.