+
أأ
-

في مواجهة ضجيج "الحدث العابر": الجامعة الأردنية تدعو الإعلام لـ "حصانة السمعة" وتؤكد: صراع الأفراد لا يمثل صرح الوطن

{title}
بلكي الإخباري

خاص - على خلفية إحالة عدد من الطّلبة المتسبّبين في إثارة المشاكل والإخلال بالأنظمة داخل حرمها إلى لجنة القضايا التأديبيّة، أصدرت الجامعة الأردنيّة بياناً حازماً يؤكد على تطبيق أشد العقوبات بحق من ثبتت مسؤوليتهم عن هذه الأحداث. لكن جوهر البيان حمل نداءً أعمق للإعلام يتجاوز حدود الخبر المحلي إلى صميم فلسفة التغطية الإعلامية للمؤسسات الأكاديمية الوطنية.

فالبيان، الذي شدد على ضرورة استقاء المعلومات من المصادر الرسميّة ممثلة بوحدة الإعلام والعلاقات العامة والإذاعة، لم يكن مجرد مطالبة بالإجراءات المهنيّة، بل كان دعوة ضمنية لـ "عدم تضخيم اللحظي على حساب الكلي"، ومحاولة لوضع أحداث "المشاجرات الطلابية" في إطارها الحقيقي كـ "صراعات أفراد عابرة" لا تمس القيمة الجوهرية للجامعة كمركز إشعاع. تكمن القوة الفلسفية في مطالبة الجامعة للإعلام بعدم الإخلال بـ "البيئة الجامعية الآمنة" عبر التضخيم الذي قد يضر بـ "السمعة الخارجية" للجامعة كصرح تعليمي دولي. فالجامعات، خاصة الرائدة منها كالأردنية، تحمل عبئاً وطنياً ودولياً يتمثل في جذب الطلبة الوافدين والمستثمرين في التعليم. التهويل الإعلامي لأي خلاف طلابي، مهما كانت أسبابه، يساهم في بناء صورة مشوهة في الخارج، تؤثر مباشرة على تنافسيتها وسمعة التعليم العالي في المملكة ككل. وبالتالي، فإن الجامعة تحث الإعلام على أن يكون "شريكاً في حماية الهوية الأكاديمية الوطنية" لا مجرد ناقل لأحداث قد تتسبب في تقويض الثقة الدولية بالصرح. في جوهر الرسالة، تؤكد الجامعة أن الوضوح في التعامل مع "الحدث التأديبي" لا يعني تضخيم "الخطأ الفردي" ليصبح "صفة عامة" للمؤسسة العريقة، مؤكدة أن أبوابها مشرعة أمام الإعلاميين للتثبت من أي معلومة لضمان المهنية والمصداقية في الطرح الإعلامي.