تحقيق صادم لـ "اندبندنت عربية": راتب المواطن الأردني "شبح" يتبخر في أسبوع.. والمقايضة و"دفتر الدين" شبكة النجاة الخفية!

رصد خاص - كشف الصحفي طارق ديلواني، مدير مكتب صحيفة "اندبندنت عربية"، عن واقع معيشي "مرير" يعيشه معظم الأردنيين، متسائلاً: "كيف يعيش المواطن الأردني بدخل لا يكفيه أسبوع؟".
وأشار ديلواني في تحقيقه إلى أن الأردنيين يواجهون "صموداً فريداً من نوعه" بفضل شبكة اجتماعية قوية من التكافل غير الرسمي، وأنهم باتوا يعتمدون على استراتيجيات للبقاء بعد تبخر الراتب، أبرزها تطبيقات "الكاش باك" (Cashback)، المقايضة غير الرسمية، وعودة "دفتر الدين" في البقالة للواجهة كشريان حياة.
الراتب "دفعة أولى" في سباق البقاء:
أكد التقرير أن الراتب الشهري تحول إلى "وسيلة مجرد دفعة أولى في سباق البقاء"، حيث تراجعت قدرة المواطنين على الادخار، وأصبحت الأصول الصغيرة "مصدر تمويل طارئ متكرر".
ونقلت الصحيفة عن المحلل الاقتصادي بسام الزعبي تأكيده أن 70 إلى 80% من رواتب الأردنيين تُنفق خلال الأيام الثلاثة الأولى من كل شهر، والسبب هو الالتزامات الثابتة مثل الإيجار والفواتير وأقساط القروض.
وانتقد الزعبي الحد الأدنى للأجور (400 دولار)، معتبراً أنه "لا يعكس الواقع المعيشي"، مشيراً إلى أن ما بين 60 إلى 65% من الأردنيين ملتزمون بأقساط شهرية، ما يترك القليل جداً للنفقات المعيشية المتغيرة.
ابتكارات البقاء: من بيع الذهب إلى المقايضات الغريبة:
لخص التقرير استراتيجيات المواطنين للتحايل على هذا الواقع الصعب:
• الموظفة "سارة" قالت إن راتبها (560 دولاراً) "يكاد يذوب في الأسبوعين الأولين"، ما يضطرها للاستفادة من عروض "الكاش باك" والاقتراض من الأصدقاء.
• يلجأ آخرون إلى المقايضات "الغريبة" مثل تبادل المواد الغذائية والملابس، والاعتماد على دعم الجمعيات المحلية.
• الحيلة الأكثر تداولاً هي اضطرار بعض الأسر لبيع الذهب لتغطية الحاجات الطارئة، على الرغم مما يمثله من رمز للأمان الاقتصادي.
واعتبر ديلواني أن هذا "الاقتصاد الموازي" الذي لا يظهر في التقارير الرسمية أصبح شبكة أمان خفية لملايين المواطنين.

















