جمعية "الإسعاف": التدريب المجتمعي على الإنعاش القلبي ضرورة وطنية

أكد رئيس الجمعية الأردنية للإسعاف، الدكتور ينال العجلوني، أهمية التدريب المجتمعي على الإنعاش القلبي الرئوي والإسعافات الأولية، وضرورة وطنية أن يصبح جزءا من ثقافة المجتمع، مشيرا إلى أن شهر التوعية بالإنعاش القلبي الرئوي (CPR) يعد فرصة لتعزيز ثقافة إنقاذ الحياة وبناء مجتمع مؤهل للاستجابة للطوارئ قبل وصول الكوادر الطبية.
وقال العجلوني في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الأربعاء، إن الإنعاش القلبي الرئوي يمثل إجراء بسيطا لكنه مصيري، يمكن لأي شخص تعلمه وممارسته لإنقاذ حياة الآخرين، لافتا إلى أن جمعية القلب الأميركية توصي بخطوتين أساسيتين لإنقاذ الحياة: أولا الاتصال الفوري برقم الطوارئ، وثانيا البدء فورا بالضغطات الصدرية في منتصف الصدر بمعدل 100–120 ضغطة في الدقيقة.
وبين أن هذه الخطوات البسيطة تضاعف فرص النجاة مرتين إلى ثلاث مرات إذا نفذت خلال الدقائق الأولى قبل وصول فرق الدفاع المدني.
وأشار إلى أن مديرية الأمن العام/الدفاع المدني في الأردن تعد الجهة الرسمية المسؤولة عن الاستجابة لحالات الطوارئ الطبية، وتصل في المتوسط خلال 7 دقائق من وقت البلاغ، وهي فترة حرجة تتطلب من المجتمع أن يكون جاهزا وفاعلا قبل وصول المساعدة المتخصصة.
وحول الجمعية، بين العجلوني أن مركزها التدريبي يمثل ذراعا وطنية لبناء جاهزية المجتمع، إذ أسست عام 2014 لتكون منارة وطنية في مجال التدريب الصحي والإسعافات والطوارئ، وبيت خبرة معتمدا لإعداد الكوادر القادرة على الاستجابة وإنقاذ الأرواح في اللحظات الحرجة.
وقال إن المركز التدريبي يعمل وفق أحدث المناهج والمعدات المعتمدة من منظمات دولية ووطنية، من بينها جمعية القلب الأميركية (AHA)، والمجلس الأوروبي للإنعاش (ERC)، والمجلس الطبي الأردني، والمجلس التمريضي الأردني، وهيئات الاعتماد البريطانية (CPD UK)، مما يعزز مكانة الجمعية كمؤسسة وطنية موثوقة ومعترف بها محليا ودوليا في مجال التعليم الصحي والتدريب على الإنعاش القلبي الرئوي.
وكشف العجلوني أن المركز يخرج سنويا آلاف المتدربين من مختلف القطاعات، حيث درب حتى اليوم أكثر من 15 ألف متدرب من العاملين في القطاع الصحي، والمؤسسات الصناعية، والجهات الأمنية، والجامعات، والمجتمعات المحلية، مؤكدا أن هذا الجهد جعل من الأردن نموذجا إقليميا في نشر ثقافة الإنعاش القلبي الرئوي والإسعاف قبل المستشفى.
وبين أن المركز أسهم في إعداد البروتوكولات الطبية لما قبل المستشفى بالتعاون مع وزارة الصحة ومديرية الأمن العام/الدفاع المدني، لضمان تقديم التدخل الطبي السريع في موقع الحادث ونقل المصاب إلى الجهة الأنسب للعلاج، مستفيدين من اللحظات الفارقة التي تحدد مصير الحياة.
وحول دور الجمعية الإقليمي، أوضح أنها قدمت برامج تدريبية متخصصة في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن، ودربت كوادر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء سابقا) والعاملين في الإسعاف بغزة، ما عزز مكانة الأردن كمنارة مهنية وإنسانية في المنطقة.
وأوضح أن الجمعية تضم أكثر من 250 مدربا معتمدا دوليا، يشكلون العمود الفقري لبرامجها التدريبية المعترف بها عالميا، مؤكدا أن التدريب يقدم وفق أعلى معايير الجودة وبإشراف مباشر من مدربين دوليين، بما يعزز مكانة الأردن كدولة سباقة في مجال الرعاية قبل المستشفى.
وشدد العجلوني، على أن هذه الجهود تأتي انسجاما مع رؤية سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في تمكين الشباب وبناء ثقافة العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية، وأن الجمعية تسعى لأن يكون في كل بيت أردني شخص واحد على الأقل يجيد الإنعاش القلبي الرئوي.
وقال: "نوجه دعوتنا لكل طبيب وممرض ومسعف ليكون مدربا للمجتمع، ولكل مدرسة وجامعة ومصنع ليدرج التدريب على الإنعاش القلبي الرئوي ضمن برامجه السنوية، لأن كل ثانية قد تنقذ حياة، والمسؤولية اليوم مسؤولية وطنية وإنسانية على الجميع".
--(بترا)
















