+
أأ
-

وداد سليم اللصاصمة تكتب : الأردن… حيث تصنع الأفكار وطنًا

{title}
بلكي الإخباري

 

الأردن ليس مجرد حدود على خريطة أو تاريخ يُروى، بل هو فضاء حي للأفكار، مكان تتحول فيه الرؤى إلى واقع، والخيال إلى مبادرات، والفكر إلى مشاريع تصنع المجتمع. هنا، كل فكرة تحمل القدرة على أن تكون جزءًا من بناء الوطن، وكل عقل مبدع يساهم في صقل هوية جديدة تتناغم مع روح العصر، دون أن تتخلى عن الجذور والقيم.

 

في هذا الوطن، لا يُقاس الانتماء بالمساحة أو القوة، بل بالقدرة على الإبداع، وبإرادة الأفراد في تطوير مجتمعهم والمساهمة في صناعته. من المبادرات الصغيرة في المدارس والجامعات، إلى المشاريع الكبرى التي تغيّر الواقع، يظهر الأردن كمساحة خصبة للتجارب، حيث كل تحدٍ يتحول إلى فرصة، وكل حلم صغير يمكن أن يصبح حقيقة ملموسة.

 

الشباب هم نواة هذه العملية، العقول التي تتحدى المستحيل، والقلوب التي لا تساوم على الهوية والقيم. فيهم يلتقي الطموح بالمسؤولية، والفكرة بالعمل، والحرية بالالتزام. فهم يصنعون وطنهم كل يوم، ليس بالكلام أو الشعارات، بل بالأفعال، وبالإصرار على تحويل كل إمكان إلى إنجاز، وكل حلم إلى مشروع يرفع من شأن المجتمع.

 

الأردن هنا يعلّمنا أن الوطن الحقيقي هو الذي يُصنع بالفكر، ويُحافظ بالقيم، ويُحيا بالإبداع. إنه ليس مجرد أرض، بل تجربة مستمرة يعيشها كل من يفكر ويبتكر ويحب هذا الوطن بصدق. في كل زاوية، وفي كل فكرة، وفي كل مبادرة، تتشكل صورة الأردن الحديث: وطن لا يتوقف عند حدود الجغرافيا، بل يمتد إلى فضاء الفكر والعمل والابتكار.

 

الأردن… حيث تصنع الأفكار وطنًا، يثبت أن المستقبل لا يُورث، بل يُصنع، وأن الهوية لا تُحفظ بالكلمات وحدها، بل بالإبداع، والوعي، والالتزام. إنه وطن يعيش في العقول قبل أن يعيش في القلوب، ومجتمع يتجدد كل يوم بأفكار أبنائه، ويظل نموذجًا حيًا للقوة الناعمة التي تبني مستقبلًا متكاملًا، حضاريًا، وملهمًا لكل من يسكن هذه الأرض أو يحملها في فكره وروحه.