زياد العليمي يكتب : بلديه عين الباشا تشيد في خطاب جلاله الملك عبد الله الثاني: نحو التحديث والتجديد في ظل التحديات

بقلم: زياد العليمي
في خطاب العرش السامي، لم يكن الملك عبد الله الثاني يخاطب مجلس الأمة فحسب، بل كان يتحدث إلى جوهر الدولة الأردنية، إلى عمقها الإنساني والسياسي والأخلاقي. إن الكلمات التي نطق بها جلالته لم تكن مجرد افتتاح لدورة برلمانية جديدة، بل كانت استدعاءً متجدداً لروح المسؤولية، تلك الروح التي تُختبر بها الأمم حين تقف على مفترق الطرق بين الجمود والتجدد، بين التراخي والنهضة.
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتعقد فيه التحديات، يأتي خطاب الملك ليؤكد على أهمية التكاتف والتعاون بين القيادة والشعب. إن الرؤية التي يقدمها جلالته ليست مجرد كلمات، بل هي دعوة للخروج من دائرة اللامبالاة والانطلاق نحو آفاق جديدة من العمل والابتكار. فالأردن، بموارده البشرية والطبيعية، يمتلك القدرة على النهوض والتقدم، شرط أن تكون هناك إرادة قوية وتصميم على تحقيق الأهداف.
في خضم الحديث عن المسؤولية، يجب أن ندرك أن التحديات التي تواجه الأردن ليست مجرد عقبات، بل هي فرص للنمو والتطور. فالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتغيرات الإقليمية تتطلب منا التفكير بطرق جديدة ومبتكرة. يجب أن نكون مستعدين لمواجهة هذه التحديات بعزيمة وإصرار، مستلهمين من رؤية الملك التي تدعو إلى التغيير والتحول.
وفي هذا السياق، يتعين علينا أن نعيد النظر في أساليبنا وطرقنا التقليدية، وأن نتبنى نهجاً يعتمد على الابتكار والمشاركة الفعالة من جميع فئات المجتمع. فالتغيير لا يأتي من أعلى فقط، بل يجب أن يكون نتيجة لتعاون جماعي يشمل الجميع.
إن خطاب العرش السامي يمثل نقطة انطلاق جديدة نحو المستقبل، حيث يتوجب علينا جميعاً، كأردنيين، أن نكون على قدر المسؤولية وأن نعمل بجد من أجل بناء وطن يليق بتاريخه الطويل وثقافته الغنية. لنكن دائماً وأبداً مع جلالة الملك عبد الله الثاني، ونعمل سوياً من أجل تحقيق الأمل والطموحات الوطنية، وتحقيق مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
ختاماً، إن مسؤوليتنا الآن هي الاستجابة لتلك الدعوة، والعمل على تجسيد القيم التي يحملها خطاب الملك في حياتنا اليومية. لنكن، كما أراد جلالته، جزءاً من هذه النهضة، ولنستعد لمواجهة المستقبل بكل ما أوتينا من قوة وإرادة.



















