د. دانييلا القرعان تكتب : جولة جلالة الملك الأسيوية، جولة خير ونماء...

اعتاد المحللون بأن يكتبوا قبل، لكني أنا قررت أن أكتب بعد، إن الجولة الآسيوية التي بدأها جلالة الملك عبدالله من اليابان، لها برأيي الخاص عدد من الأهداف الاستراتيجية التي من المحتمل جداِ أن جلالته يقصدها فعلاً، الأولى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، إذ تأتي الجولة في سياق جولة عمل آسيوية تشمل اليابان، فيتنام، سنغافورة، إندونيسيا وباكستان بهدف رفع مستوى الشراكات معها وهذا يعني أن الأردن يسعى لفتح أسواق جديدة، واستقطاب استثمارات آسيوية، وتعزيز صادراته وتعميق سلاسل التوريد، وثانياً تنويع الشراكات والاعتماد على محاور اقتصادية جديدة خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن، فالجولة تمثل فرصة لتعميق العلاقات والابتعاد قليلاً عن الاعتماد التقليدي على بعض الشركاء مع جذب استثمارات نوعية، ثالثاً ستشهد الجولة، كما أعلن، توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع كل من اليابان وإندونيسيا وباكستان على هامش اللقاءات، هذه الآلية تساعد على ترجمة العلاقات إلى مشاريع ملموسة في التكنولوجيا، الطاقة، التصنيع، وربما السياحة والتبادل الثقافي.
وبما أنّ البداية في اليابان ستشمل لقاء مع الإمبراطور الياباني ورئيس الوزراء والوزراء المعنيين، وهذا دليل أخر على أن هناك بُعداً سياسياً ودبلوماسياً — وليس مجرد اقتصاد أو استثمار — يتعلق بتقوية العلاقات المتينة بين الأردن ودول آسيا وتأكيداً للتعاون الاستراتيجي الطويل الأمد.
إذن، انتظروا انتهاء هذه الجولة لنحصد معاً المنافع التي ستثمر عنها سواعد جلالة مليكنا المفدى الذي يجوب العالم بصمت حاملاً معه هم الأردن في سبيل رفعة هذا الشعب والوطن، للحديث بقية، والله الموفق.



















