العميد المتقاعد الدكتور عبدالمجيد الكفاوين :- المخابرات العامة خط أحمر ولا يجوز الإساءة لها

لقد بات واضحاً أن هناك قوى خارجية متربّصة تتخذ من الفوضى الإعلامية وفضاء التواصل الاجتماعي منصةً لبثّ السموم، ومحاولة التشكيك بثوابت وطننا الغالي وزعزعة أمنه الوطني الشامل. وفي إطار هذه الحملات الممنهجة، تتعرض بين حين وآخر مؤسساتنا الأمنية لمحاولات استهداف مُريب، كان آخرها محاولة النيل من جهاز المخابرات العامة.
ونحن نقولها بصوتٍ واضح لا يحتمل التأويل:
المساس بالمخابرات الأردنية… استهدافٌ مباشر للوطن
فالهجمات التي تُشن عبر بعض منصات التواصل تتجاوز النقد البنّاء إلى حملات تضليلٍ مقصودة، غايتها ضرب ثقة الأردنيين بأحد أهم ركائز الدولة وأمنها. فجهاز المخابرات العامة، الذي كان وسيبقى درع الأردن الأول، يعمل بصمت وإخلاص، ويقدّم تضحيات جسيمة حفاظاً على أمن الوطن وسلامة مواطنيه.
إن أي محاولة للنيل من هذا الجهاز ليست اختلافاً في الرأي، بل طعنٌ في صميم استقرار الدولة وهيبتها، ومحاولة لضرب الحصن الذي حمى الأردن عبر عقود، وكشف العديد من المخططات التي أرادت الشرّ بالبلاد والعباد.
وما يجري اليوم ليس معزولاً عن حروب الجيلين الرابع والخامس، القائمة على بثّ الشائعات وتشويه صورة مؤسسات الدولة لخلق الإرباك وزعزعة الثقة. غير أن الأردنيين، بوعيهم وانتمائهم، يدركون أن الأمن هو خط الدفاع الأول، وأن التفريط به خطيئة لا يمكن القبول بها.
لقد كانت قوة الأردن، وما تزال، في حكمة القيادة الهاشمية، ووحدة شعبه، وثقته الراسخة بقواته المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وبأجهزته الأمنية التي أثبتت دائماً أنها على قدر المسؤولية. وإن أخطر ما يمكن أن يواجه أي دولة هو ضرب ثقة مواطنيها بمؤسساتها الأمنية، وهو ما يسعى إليه أعداء الوطن .
وعليه، فإن مسؤوليتنا جميعاً—إعلاماً ومؤسسات ومواطنين—أن نكون سداً منيعاً أمام أي محاولة تهدف لإضعاف أجهزتنا الأمنية أو التشكيك بدورها، وأن نواجه حملات التضليل بحقيقة راسخة مفادها أن هذه المؤسسات هي أساس الاستقرار، ودرع الوطن الذي لا يُساوَم عليه.
وسيظل الأردن قوياً عزيزاً، ما دام أبناؤه ملتفين حول قيادتهم الهاشمية ، ثابتين على مبادئهم، مدركين أن الأمن ليس شعاراً بل مسؤولية وطنية مقدسة.
















