وداد اللصاصمة تكتب :-الحسين وعبدالله… نهج قيادة يتجدد
في تاريخ الأمم تظهر رموز تصنع الفارق، قادرة على تحويل مسار الدولة وإعادة تعريف العلاقة بين الشعب وقيادته. وفي الأردن، جاء جلالة الملك الحسين بن طلال المعظّم، طيّب الله ثراه، ليكون نقطة ارتكاز أساسية في بناء الدولة الحديثة وترسيخ قيمها. فقد استطاع جلالته أن يصوغ نهجاً يقوم على الحكمة، والقرب من المواطن، وحماية ثوابت الدولة في أحلك الظروف، ما جعله رمزاً وطنياً تتوارثه ذاكرة الأردنيين جيلاً بعد جيل.
اتسم عهد جلالة الملك الحسين المعظّم بقدرة فائقة على موازنة القوة بالإنسانية، والقرار بالمسؤولية، ما منح الأردن استقراراً سياسياً راسخاً رغم كل ما أحاط به من تحديات إقليمية. كان جلالته أقرب إلى الناس في تفاصيل حياتهم، يدرك همومهم، ويؤمن بقدرتهم على حماية دولتهم، وهو ما جعل حضوره جزءاً أصيلاً من تكوين الهوية الوطنية الأردنية.
ومع استلام الراية التاريخية، دخل الأردن عهدًا جديدًا من التطوير والتحديث تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظّم، حفظه الله. فقد حمل جلالته إرث الدولة ومسؤولية المستقبل معاً، مستنداً إلى قيم متجذّرة رسّخها جلالة الملك الحسين المعظّم، ومضيفاً إليها رؤية عصرية تتوافق مع عالمٍ معقّد وسريع التغيّر.
ركز جلالة الملك عبدالله الثاني المعظّم على تعزيز قوة الدولة من خلال تحديث سياسي واقتصادي وإداري واسع، إلى جانب ترسيخ حضور الأردن الإقليمي والدولي بثباتٍ ورصانة. وتميّز جلالته بدور محوري في الدفاع عن القدس والمقدسات، مؤكدًا شرف الوصاية الهاشمية ومسؤوليتها التاريخية تجاه المدينة ومكانتها.
وعبر هذا الامتداد بين جلالة الملك الحسين المعظّم وجلالة الملك عبدالله الثاني المعظّم تتضح ملامح نهجٍ متواصل لا ينقطع بتغيّر الزمن. نهجٌ يجعل من الإنسان محور الدولة، ومن الكرامة مبدأ ثابتًا، ومن الإيمان بقدرة الأردن على النهوض ركناً أساسياً في بناء المستقبل.
فما رسّخه جلالة الملك الحسين المعظّم من ثبات وحكمة، عزّزه جلالة الملك عبدالله الثاني المعظّم برؤية إصلاحية تُعيد تشكيل مكانة الأردن وقدرته على التعامل مع التحديات بثقة ووعي.
وهكذا تتكامل المسيرة الهاشمية:قيادةٌ تُؤسِّس… وقيادة تُجدِّد.. ودولةٌ تواصل تثبيت حضورها في إقليمٍ لا يعرف الاستقرار، وذلك بفضل نهجٍ راسخ وقيمٍ لا تتغيّر، ليظل الأردن رمزًا للثبات والحكمة والقوة، ورسالةً حية تتجدد في كل قلب أردني.
