د. عمار النوايسة يكتب : مجازر غزة والسودان… والعهر العالمي الذي يفضح حضارة الدم

بقلم: د. عمار النوايسة
العالم اليوم عارٍ من كل أخلاقه. غزة تُباد أمام الكاميرات، والسودان يُحرق بصمت، بينما تتفرّج “حضارة القرن الحادي والعشرين” وكأن الدم العربي لا يستحق الحياة.
غزة… الإبادة التي جعلت العالم شريكاً في الجريمة
أطفالٌ يُقتلون، مدنٌ تُسوّى بالأرض، وجثثٌ تنتظر تصريحاً كي تُدفن. كل هذا يحدث بينما دولٌ كبرى تتشدّق بشعارات الحرية ثم تمنح القاتل غطاءً سياسياً وسلاحاً مجانياً.
هذه ليست ازدواجية معايير… هذه شراكة كاملة في الإبادة.
السودان… وطن يُذبح لأن دماء أهله لا تصنع مصالح الكبار
ملايين النازحين، مدن منهارة، مجاعة تطرق الأبواب، واغتصابات وجرائم لا تجد من يصرخ لأجلها. لماذا؟ لأن السودان ليس ملفاً ساخناً على طاولة القوى الكبرى، فتركت دماءه تجف بعتمة العالم.
العهر العالمي… منظومة لا تخجل
عالم يصرخ من أجل حيوان مهدد بالانقراض، لكنه يبتلع لسانه أمام آلاف الأطفال الذين يُنتزعون من بين الركام، هو عالم ساقط أخلاقياً وسياسياً وإنسانياً.
هذه ليست حضارة… هذا عهر دولي مع سبق الإصرار.
لا تنتظروا من هذا العالم أن ينصف غزة أو السودان.
العدالة لا تأتي من قتلةٍ يرتدون بدلات أنيقة، بل من شعوب تعرف معنى الكرامة وتصر على رفع الصوت مهما كان الثمن.



















