التحصين السيادي: الضرورة الإقليمية على الأردن لمواجهة التداعيات في الداخل السوري.

كتب الناشر - تشترك تركيا والعراق وكيان الاحتلال في استراتيجية جيوسياسية واحدة بتحويل حدودها مع سوريا إلى خطوط فصل هندسية صلبة وهذه الجدران والتحصينات المتقدمة، سواء كانت أسواراً خرسانية كما في تركيا والعراق أو سياجات تكنولوجية فائقة في الجولان كما في الكيان هي إقرار عملي بالاستدامة الطويلة الأجل للفوضى السورية وإعلان عن تبني فلسفة الدفاع الاستباقي هدفها ليس فقط منع التسلل الإرهابي والهجرة الجماعية، بل هو أيضاً حماية العمق الاستراتيجي من الانهيار الأمني والتهريب المنظم الذي يهدد سوريا .
فهذا التوجه يفرض نفسه كنموذج استراتيجي على الأردن. على الرغم من جهود المملكة المتميزة في بناء منظومة دفاعية متقدمة على الحدود الشمالية فإن تصاعد حرب الكبتاغون والتهديدات الوجودية لشبكات التهريب المنظمة يوجب تحولاً نوعياً.
واصبح من الواجب على عمّان أن تعزز منظومتها الحالية بتطبيق مبدأ جدار متعدد الطبقان يجمع بين التحصينات الهندسية الصلبة في القطاعات عالية الخطورة وبين أنظمة المراقبة الفائقة .
فلم يعد بناء الجدار رمزاً للانغلاق، بل أصبح إعلاناً عن الإرادة السيادية المطلقة في التحكم بالمخاطر الخارجية وهذا التحصين هو خطوة ضرورية للأردن لرفع كلفة الاختراق إلى مستوى غير مقبول، مما يضمن أمن الجبهة الداخلية واستمراره كمركز للاعتدال والاستقرار في منطقة مضطربة مقبلة على تغييرات كثيرة

















