هاني الدباس يكتب : من الإعلان إلى القصة السياحية

لم تعد العلامة السياحية مجرد رسالة ترويجية أو صورة جذابة بل أصبحت قصة شعورية متكاملة تتشكل في وعي الزائر قبل السفر وتستمر بعد انتهاء التجربة في سوق تتشابه فيه الوجهات لم يعد الإعلان وحده كافيًا بل أصبح المعنى هو العامل الحاسم في الاختيار.
التحول من الإعلان إلى القصة هو انتقال من البيع إلى بناء العلاقة ومن الإقناع اللحظي إلى التأثير طويل الأمد القصة السياحية الحقيقية تنبع من هوية المكان ومن تفاصيله الإنسانية ومن التجربة التي يعيشها الزائر لا من الشعارات وحدها وعندما تُروى بصدق تتحول العلامة السياحية إلى هوية حية لها شخصية وقيم. في هذا الإطار أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا محوريًا في فهم أثر الإعلان وتحليل نتائجه بعمق حيث يتيح قراءة سلوك الجمهور وتحليل التفاعل مع المحتوى وتحديد ما يؤثر فعليًا في القرار السياحي من خلال البيانات يمكن فهم أنماط المشاهدة والحجز والتوقيت والدوافع غير المعلنة وراء التفاعل.
ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على التقييم بل يمتد إلى تطوير القصة نفسها إذ يساعد على تخصيص الرسائل وفق الأسواق والثقافات المختلفة مع الحفاظ على جوهر العلامة مما ينقل التسويق السياحي من الحملات العامة إلى سرد أكثر دقة وملامسة للواقع
قوة العلامة السياحية تكمن في انسجام القصة الرقمية مع التجربة الفعلية وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي في قياس الفجوة بين الوعد والتجربة عبر تحليل التقييمات ومؤشرات الرضا والبيانات التشغيلية بما يتيح تحسين الأداء وبناء الثقة. لم يعد النجاح السياحي مرتبطًا بعدد الإعلانات بل بقدرة القصة على التأثير وتحويل الزائر إلى جزء منها ومع الذكاء الاصطناعي تتحول البيانات إلى فهم أعمق يجعل من العلامة السياحية علاقة مستمرة وتجربة تُروى لا مجرد زيارة عابرة.



















