شرف الدين ابو رمان :- لنرتقي بالإعلام الرياضي إلى مستوى الحدث..

في الجلسة النقاشية في معهد السياسة والمجتمع، والتي خُصصت للحديث عن إنجازات المنتخب الوطني وكيفية الانتقال من الطفرة إلى الاستدامة، نوقشت مجموعة من القضايا المتعلقة بالبنية التحتية، والمدارس الكروية، ودور التربية والتعليم، والاحتراف، والاستثمار.
طرحت وقتها الحديث عن الإعلام الرياضي؛ هل إعلامنا مستعد؟ وهل هو على مستوى الحدث؟
لا أطرح هذا الكلام للتشكيك بمنظومة الإعلام الأردني، وأنا جزءٌ منها؛ ولكن لِنضع يدنا على واقع خصوصية الإعلام الرياضي، والذي أجد أنه مفقود، وما نملكه اليوم هو ديكور أو حالات فردية، بلا خطة أو استراتيجية أو رسائل واضحة.
يوم مباراة الأردن والسعودية في نصف نهائي كأس العرب، أخذت «بي إن سبورت» عناوين الصحف الرياضية السعودية، بينما غابت الأردنية، إلا من عناوين الصحف اليومية (الرأي والدستور)، مما يعني غياب الإعلام الرياضي المتخصص.
نملك في الأردن عدداً محدوداً من الصحفيين الرياضيين المميزين والمهنيين، ولكنهم حالات فردية، وليسوا ضمن منظومة إعلام رياضي متخصص.
فلدينا شيخنا مفيد حسونة، وعثمان القريني، والصحفي الألمعي أمجد المجالي؛ وقدّمت رؤيا عدداً مهماً من الإعلاميين الرياضيين الشباب، منهم طارق عصفور، وحسام نصار، وسميحة مجدلاوية؛ كما أحسنت قناة المملكة بإعادة تأهيل الكابتن مهند محادين من كابتن منتخب إلى إعلامي رياضي، مع وجود عدد من المحللين في القناة الرياضية. ولكن هل هذا يكفي؟ وهل هو عمل مؤسسي وطني، أم جهد فردي على مستوى الأشخاص أو المؤسسة الواحدة كحدٍّ أعلى؟ والأهم؛ هل يوصل صوتنا للعالمية أم ( شيمتنا بينا)..
اليوم، ونحن نشهد تقدماً رياضياً في المنتخب الوطني، وما كان حلماً أصبح واقعاً، فإن سقف توقعات الأردنيين بدأ يرتفع كثيراً، مما قد يحقق إحباطاً لاحقاً؛ فتجلس اليوم مع الأردني – ونحن في وطن الـ11 مليون محلل رياضي – ليقول لك:
«قول بنغلب النمسا والجزائر وبنتعادل مع الأرجنتين، مش مهم، بنكون متأهلين؛ خلّينا نركز من هسا على فرنسا»
وهذا ما قد ينقلب على الإنجاز غداً، إن لم نُعد خطة واضحة تُحدّد قيم الإنجاز؛ وتضبط سقف التوقعات.
علينا اليوم تسطير منظومة إعلام رياضي قابلة للاستدامة، تواكب المنتخب، وتسعى إلى تطوير باقي الرياضات، وتضع خططاً واضحة تدمج بين الرياضة والسياسة والاجتماع والاقتصاد؛ فقضية المنتخب ليست نتائج مباريات فحسب، بل منظومة قوة ناعمة وطنية، صُدّرت إلى العالم أجمع، وأصبحت حديثاً أينما حللت، كنموذج يُحترم
وطننا مليء بالمواهب؛ كشفها المنتخب، لنبحث عن الآخرين.. مؤسسياً لا فردياً..


















