ايقونة البالوع وقرميتها في ذمة الله

كتب الاستاذ نايف النوايسة
وغيّب الثرى جسد المرحوم الشيخ محمد عبدالله الشواهين العمرو أبا عمر، الصقر المؤابي حارس البالوع العظيمة وأسدها الهصور والذي دفع اليهود عنها بشتى السبل ومعه زوجته ذات الكبرياء المؤابية وأولاده النشامى،
مات أبا عمر وقد سطّر سيرة كفاح للنزاهة والطيبة والكرامة والأصالة التي عز نظيرها. في هذا الزمن.
يضيف أبا عمر زرت البالوع التي تقع شرقي جدعا السيايدة سنة 1997 بقصد تسجيل بعض المعلومات عنها والتقاط الصور لكتابي( السجل المصور للواجهات التراثية المعمارية في الأردن/قسم الكرك)، ومن خلال قراءاتي علمت أن فرعون مصر تحتمس الثالث 1425 قبل الميلاد زارها وخُلدت زيارته بمسلة فرعونية ظلت موجودة في الخربة لغايةالثلث الأول من القرن الماضي ثم اختفت.
واضاف في ذلك اليوم قمنا بجولة في الخربة والتقطنا الصور وذهبنا الى الدار التي يقيم فيها المرحوم الشواهين، ورأيته مستنفرا هو وامرأته ومعهما السلاح وأصابعهما على الزناد، فاستغربنا ذلك وخشينا على أنفسنا.
وبعد اخذ قسط من الراحة والاستيضاح والاطمئنان طلب منا الجلوس وأرسل طلقاً نارياً في الهواء، وعرفنا مغزاه حين جاء أحد أبنائه متقلدا سلاحه أيضاً.
ويتابع النوايسة هنا وجدت نفسي أمام قصة عظيمة تستحق الكتابة عرفته على نفسي وزملائي وما هي طبيعة مهمتنا،
وسألته: ما القصة يا عم؟ افتح القلب فقال: اليهود يحاولون السيطرة على ارضي المجاورة للخربة بشتى السبل، جاءوني مرتين ودفعوا لي مبالغ كبيرة ورفضت وهددوني بالسلاح، يتابع الشيخ الجليل ابو عمر منذ ذلك اليوم ونحن لا ننام، عيوننا مفتوحة على الدوام. سألته: لماذا لم تبعها يا عم والمبالغ التي ذكرتها سخية، فقال: أبيع على اليهود، قليل الدم والضمير والدين اللي يبيع أرضه وعظام أجداده على اليهود ابناء الكرك لا يبيعون، هؤلاء عدو يا ولدي، ماذا سيقال عني في يوم من الأيام، الدراهم تذهب وتبقى السمعة.
ببسمته المعهود قلت ماذا تقول للأيام؟ ضحك وقال: أوصي أولادي أن يدفونني في الخربة حتى تحرسها روحي إذا ما غاب الجسد.
يضيف كاتبنا زرت الخربة مرات بقصد السلام على هذا الرجل الشهم الحر، وها هو اليوم الاثنين 22/3/3/2020 يفارق دنيانا ويزرع قبره حيث أراد.. رحمك الله ياأبا عمر فقد بقيت على العهد ولم تتلوث حريتك وأصالتك بذرة فساد ونتانة مال وعفونة جاه، وبقي ذلك الصقر المؤابي العَمْري الحر الذي لم يبع ولا يشتري.. رحمك الله رحمة واسعة وأسبغ عليك من نعيمه. وحفظ الله أولادك وأصدق المواساة.
واشكر اخي محمود المجالي/ ابو قصي الذي زودني بصور لتشييع الجنازة.



















