+
أأ
-

تقييم استخباراتي يحدد التهديدات الأمنية ضد الولايات المتحدة

{title}
بلكي الإخباري

قدمت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، تقييمها للبيئة الأمنية العالمية والتهديدات التي تواجه الولايات المتحدة حول العالم.





ولفتت الوكالة إلى تحديات من المنافسين "الذين يطورون قدرات تهدف إلى تحدي الأفضلية العسكرية الأميركية أو الحد منها أو تجاوزها"، بما يشمل الصواريخ البالستية والعابرة، وتزايد المخزونات النووية، و"تدابير المنطقة الرمادية كالقوات غير التقليدية الغامضة، والوكلاء الأجانب، والتلاعب بالمعلومات، والهجمات الإلكترونية، والإكراه الاقتصادي".





وحذر تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، على وجه الخصوص، من تطوير الصين وروسيا قدرات فضائية، واستخدامهما الفضاء الإلكتروني لزيادة وصولهما إلى البنية التحتية للولايات المتحدة.





وبحسب التقرير فإن موسكو وبكين تستخدمان ظروف جائحة كوفيد-19، "لشن حرب معلومات لتقويض الحكومات الغربية ومهاجمة التحالفات وفرض النتائج الاقتصادية والسياسية لصالحهما".





وأكدت الوكالة أن إيران وكوريا الشمالية تسعيان إلى توسيع قدراتهما العسكرية، وتعزيز أهدافهما الإقليمية لتهديد الولايات المتحدة وحلفائها.





ودعا التقييم الاستخباراتي إلى "اليقظة لحماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها من أنشطة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود"، التي ورغم تكبدها خسائر كبيرة، لكن تهديدها لا يزال مستمرا.





قال تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأميركية إن إيران تشكل "التحدي الرئيسي" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بسبب "قدراتها العسكرية المتطورة، وشبكات الوكلاء والشركاء الواسعة، واستعدادها لاستخدام القوة ضد الولايات المتحدة وشركائها".





وذكر التقييم الأميركي أن "استراتيجية الأمن القومي الإيراني تهدف إلى ضمان استمرارية حكم رجال الدين، والحفاظ على الاستقرار الداخلي، وتأمين مكانتها كقوة إقليمية مهيمنة، وتحقيق الازدهار الاقتصادي".





وتوظف طهران مجموعة معقدة من القدرات الدبلوماسية والعسكرية والأمنية، "بما في ذلك القوات غير التقليدية التي تجند وتدرب الشركاء والوكلاء لتحقيق أهدافها، والقوات التقليدية التي يمكن أن تفرض تكاليف باهظة على الخصوم".





وقدَّر التقييم أن إيران "ستسعى إلى تجنب التصعيد مع الولايات المتحدة، بينما تعمل على تقييم اتجاه السياسة الأميركية تجاهها"، وحالة الوجود الأميركي في المنطقة، خاصة احتمالات الانسحاب الأميركي واحتمال التصعيد.





ورجحت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية أن "تستمر إيران في التركيز على الهجمات غير التقليدية بالوكالة أو الإجراءات التي يمكن إنكارها، مثل العمليات الإلكترونية، بدلا من الانتقام التقليدي الصريح"، في حين تسعى لمواجهة الضغط الغربي.





وأدى مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في يناير 2020، إلى "تدهور علاقات طهران مع مجموعة من شركائها ووكلائها في المنطقة، لأنه كان المحاور الرئيسي مع العديد من المجموعات الإقليمية".





واتبعت إيران استراتيجيات اقتصادية للتحايل على العقوبات، في حين "تواصل أيضا تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وتقوم بتخزين اليورانيوم منخفض التخصيب في منشأتيها للتخصيب في نطنز وفوردو".





وقال التقييم الدفاعي الأميركي إن إيران خططت في سبتمبر 2020، لبناء منشأة تحت الأرض بالقرب من موقع نطنز النووي، لتحل محل مركز تجميع أجهزة الطرد المركزي، الذي دمر بانفجار في يوليو 2020.





ولفتت الوكالة إلى أن إيران خزنت حتى أبريل 2021، "أكثر من 14 ضعف كمية اليورانيوم منخفض التخصيب المسموح بها بموجب الاتفاق النووي"، كما أعلنت أنها بدأت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات 60 في المئة.





في سوريا، "تحاول إيران تأمين وجود عسكري واقتصادي دائم"، في حين تواجه ضربات إسرائيلية مستمرة على مصالحها. وستواصل طهران مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد، لإعادة تأكيد سيطرته على البلاد، بينما تتنافس مع موسكو لتأمين الفرص الاقتصادية والنفوذ طويل الأمد في سوريا.





وفي اليمن، "تواصل إيران دعم الحوثيين بالأسلحة والمستشارين، للضغط على التحالف الذي تقوده السعودية، ولتسهيل الهجمات المعقدة وطويلة المدى" على المملكة.





وتعمل طهران "مع حزب الله اللبناني، أهم شريك ثانوي لها"، ونادرا ما تتباعد مصالحهما الإستراتيجية.





وفي العراق، تسعى إيران "إلى الحفاظ على العناصر التي تدعمها في الحكومة العراقية، والحفاظ على إضفاء الطابع المؤسساتي على قوات الحشد الشعبي لضمان احتفاظ الميليشيات الشيعية المتحالفة معها بنفوذها العسكري والسياسي"، بحسب التقييم.





وحذرت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية من أن إيران تواصل تطوير برنامجها للصواريخ البالستية، بما فيها متوسطة المدى، وقصيرة المدى التي تتمتع بقدرة مضادة للسفن، وقاذفات صواريخ بالستية تحت الأرض.





وتعتبر إيران "أكبر قوة صاروخية في الشرق الأوسط"، ولديها مخزون من "الصواريخ البالستية القادرة على ضرب أهداف على بعد 2000 كيلومتر من الحدود الإيرانية"، وكشفت النقاب خلال السنوات الأخيرة، عن العديد من صواريخ كروز للهجوم الأرضي.





وتوقع التقييم أن تواصل إيران خلال العام المقبل، الرد على الضغوط الأميركية من خلال إجراءات تتعلق بالمجال النووي، أو "هجمات شركاء ووكلاء يمكن إنكارها، أو عمليات إلكترونية"، مع سعي القادة الإيرانيين "إلى تجنب استفزاز واشنطن".





سوريا





قال تقرير وكالة استخبارات الدفاع الأميركية إن "الولايات المتحدة لا تزال تواجه مجموعة متنوعة من التحديات الأمنية في الشرق الأوسط، وستتعرض لتحديات متزايدة من أجل النفوذ في المنطقة من قبل روسيا وإيران والصين.





وبعد ما يقرب من عشر سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، وصلت الحكومة وخصومها "إلى طريق مسدود غير مستقر"، ومن المرجح أن تظل الخطوط الأمامية ثابتة في الغالب خلال الأشهر الستة المقبلة، بحسب التقييم.





تقوم دمشق ببناء علاقات مع القبائل المحلية في الشرق لإثارة الاضطرابات وإضعاف علاقة الولايات المتحدة بالقبائل وشن هجمات على التحالف وقوات سوريا الديمقراطية.





وتراجعت عمليات تنظيم "داعش" في سوريا عام 2020، وتكبد التنظيم خسائر في صفوف قياداته و"ركز على تجنب ضغوط مكافحة الإرهاب ومعالجة الأعباء المالية".





وأضاف التقييم أن "القوات المؤيدة للحكومة تدخل في مناوشات مع مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب، لكننا لم نشهد أي تغييرات جغرافية كبيرة منذ دخول وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا حيز التنفيذ في مارس 2020".





واستبعد التقرير الأميركي أن تستأنف دمشق هجوما كبيرا من دون دعم سياسي وعسكري واضح من روسيا. في حين لا تزال "هيئة تحرير الشام" سابقا، الفرع السوري الرسمي لتنظيم القاعدة، تسيطر على محافظة إدلب، التي هي موطن لداعش أيضا، وجماعات متشددة أجنبية، وأكثر من ثلاثة ملايين مدني.





ولاحظت وكالة استخبارات الدفاع أن "المعارضة السورية لم تعد قادرة على تشكيل تهديد للحكومة وتسعى، بدلا من ذلك، إلى الدفاع عن مناطق سيطرتها المتبقية في شمال سوريا والحفاظ على الدعم التركي".





يكاد يكون من المؤكد أن "موسكو ستحافظ على وجود عسكري واقتصادي طويل الأمد في سوريا"، مما يتيح لها الوصول إلى الموارد الطبيعية والاستمرار في استخدام وتوسيع وجودها العسكري.سكاي نيوز