+
أأ
-

دكتورة إسمهان ماجد الطاهر :- رسوم ترامب الجمركية 


{title}
بلكي الإخباري


لقد أثار قرار الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية واسعة على الواردات، بما فيها الأردنية، جدلاً واسعاً بين الاقتصاديين، وردود فعل حادة من الصحافة الأوروبية، حيث انتقد القادة الأوروبيون هذه الرسوم واعتبروها ضارة بالتجارة العالمية ومصالح المستهلكين.





وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم على أي رسوم جمركية أمريكية غير عادلة، وأشارت إلى أن قرار دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على جميع السلع الواردة إلى الولايات المتحدة يُمثل "ضربة قوية للاقتصاد العالمي".





كما أدان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات، متعهداً بتشكيل جبهة أوروبية موحدة لاتخاذ سلسلة من الإجراءات رداً على تداعيات تلك القرارات.





كما أعربت الصين عن معارضتها لهذه الخطوة وحذرت من أنها ستتخذ "إجراءات مضادة حازمة" ضد الولايات المتحدة.





وقد جاءت كل تلك التصريحات بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة الأميركية اعتباراً من 5 أبريل بنسب متفاوتة، وعلى حوالي 60 دولة اعتباراً من 9 أبريل.





وقد أعلنت المفوضية الأوروبية أنها تستعد لفرض رسوم جمركية مضادة بنسبة 25%، كما أنها ستطرح يوم الاثنين قائمةً بسلع أمريكية - تتراوح من خيط تنظيف الأسنان إلى الماس - ستخضع لرسوم جمركية مضادة بنسبة 25% رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب.





وقد وصف المسؤولون الألمان والفرنسيون الرسوم الجمركية بأنها غير مبررة وخطيرة، محذِّرين من أن التحرك لفرض الرسوم الجمركية المتبادلة الضخمة على عدة دول سوف يسهم في تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.





لقد واجهت قرارات ترامب بفرض الجمارك على الواردات جدلاً كبيراً بين الاقتصاديين، والسؤال المطروح هو: هل هناك جدوى من هذه الخطوة اقتصاديًا للولايات المتحدة الأمريكية؟





في حقيقة الأمر، قد يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى حماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الأجنبية، ومع ذلك، هناك خطورة متزايدة بأن يؤدي ذلك إلى زيادة التكاليف على الشركات الأمريكية المستوردة، وبالتالي يؤدي إلى رفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين. وفي النهاية، قد تكون الفائدة لصالح بعض الشركات على حساب المستهلكين.





إضافة إلى ذلك، فإن فرض الرسوم على الواردات قد يؤدي إلى ردود فعل من دول أخرى، يترتب عليها فرض رسوم جمركية كبيرة على الصادرات الأمريكية، مما يضر بالصادرات الأمريكية ويؤثر على الشركات التي تعتمد على أسواق خارجية.





وتشير الدراسات إلى أن اعتماد سياسات فرض الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي على المدى الطويل، حيث إن الاقتصاد يعتمد على التجارة الحرة لتوسيع الأسواق وزيادة الإنتاجية.





بشكل عام، لقد بات من المؤكد أن الدول سترد بفرض رسوم على الصادرات الأمريكية، مما ينذر بحدوث أزمات اقتصادية ومالية وتوترات تجارية.





بالنسبة إلى الأردن، فإن فرض الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 20% من المتوقع أن يؤثر على الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة ،خاصة تلك المنتجات التي تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكي. فرض مثل هذه الرسوم قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في السوق الأمريكي مما قد يقلل الطلب على المنتجات الأردنية،وينعكس على المدى المتوسط، والبعيد إلى زيادة العجز التجاري في الأردن.





وسيكون التأثير الأكبر على القطاعات التي تعتمد على التصدير إلى السوق الأمريكي، مثل الصناعات التحويلية والملابس، حيث قد تشهد تراجعًا في الإنتاج وفرص العمل، وقد تواجه صعوبة في منافسة الأسعار بسبب الزيادة في تكلفة الصادرات نتيجة لهذه الرسوم.





إضافةً إلى ذلك، فإن رفع الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج على الشركات الأردنية، مما يمكن أن ينعكس على الأسعار المحلية بالرفع.
وبالتالي، قد يزيد الضغط على الاقتصاد الأردني الذي يعتمد على التجارة الدولية وعلاقات التعاون الاقتصادي.
ويرى بعض الباحثين في الأردن أن التأثير العام على الاقتصاد الأردني قد يكون محدودًا مقارنة بدول أخرى، لأنه لا توجد صادرات أردنية ضخمة إلى الولايات المتحدة مقارنة مع دول أخرى.





بالمجمل، فإن فرض الرسوم الجمركية التي اعتمدها ترامب يمكن أن يؤدي إلى تفاعلات سلبية بين الدول، وتحولات في سلاسل التوريد العالمية أو تغييرات في السياسات التجارية الدولية، وهو ما يطلق عليه "الحروب التجارية" التي قد تؤدي إلى نتائج سلبية للطرفين (المصدر والمستورد).
asmahan_altaher@outlook.com