+
أأ
-

بين الكبار والصدى: حين يُعاد تشكيل العالم بصمت

{title}
بلكي الإخباري

في عالم تتسارع فيه التحولات، لا تُقاس الحقيقة بما يُقال، بل بما يُرسم في الخفاء ويُنفذ على الأرض.
الصراعات الجارية، وإن بدت عشوائية ومفتوحة، تخفي خلفها تحولًا عالميًا عميقًا يعيد ترتيب موازين القوى، ورسم خرائط النفوذ، وتوزيع الثروات والمصالح وفق منطقٍ صارم: “لكلٍّ حسب وزنه، لا صوته”.





المواجهة المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم — الولايات المتحدة والصين — ليست مجرد حرب رسوم جمركية أو سباق تقني، بل هي صراع على من يكتب قواعد المرحلة القادمة.
إنها حرب باردة جديدة، أدواتها الاقتصاد، التكنولوجيا، والتحالفات الاستراتيجية، لكنها تنتهي إلى شيء واحد: من يصنع القرار، ومن يكتفي بتلقي نتائجه.





في المقابل، تقف الكثير من الدول الضعيفة المستهلكة على الهامش، منفعلة لا فاعلة، تستهلك ما يُنتج لها، وتردد صدى ما يُقرر عنها.
هذه الدول، التي لا تملك رؤية اقتصادية مستقلة، ولا أدوات حقيقية للضغط أو التأثير، ستكون أول من يدفع ثمن هذا التحول، وستُقصى عن الطاولة التي يُعاد تشكيل العالم فوقها.





الضجيج لن يغير موقعك، والمواقف الانفعالية لا تصنع مستقبلاً.
فالعالم لا يلتفت إلا لمن يملك القدرة على الإنتاج، والسيطرة، والتأثير، لا لمن يكتفي بالصراخ من بعيد.





الاستنتاج واضح:
من لا يصنع أدواته اليوم، سيُدار به غدًا.
ومن لا يعرف موقعه في الخريطة الجديدة، سيكون مجرد رقم هامشي في دفتر المصالح الكبرى.





الأستاذ الدكتور صلحي الشحاتيت