+
أأ
-

ماذا يعني تعيين ألماني لادارة الملكية ؟

{title}
بلكي الإخباري عمر الرداد
ليس لدي دراسة مسحية،تقيس مستوى الرضا عن القرار بتعيبن الماني لادارة شركة الملكية الاردنية، ناقلنا الوطني وسفيرنا للعالم. ومع ذلك يمكن ملاحظة ان هناك صوتا نخبويا ووطنيا يؤيد الخطوة، عبر عن رأيه من خلال وسائل الإعلام،ووسائط التواصل الاجتماعي، في خطوة لافتة، فيما عبر آخرون عن رفضهم للخطوة استنادا لسيرة المدير الالماني ، القادم من على أنقاض شركة طيران المانية خاسرة، وبحجة توفر كفاءات وطنية قادرة على القيام بالمهمة.
لنعترف ان هناك فشلا مزمنا في الادارة العامة ، فالملكية متعثرة منذ سنوات ، بفضل الكفاءات الوطنية - التي جاء اغلبها وتولاها بالوساطة ونفوذ الآباء- والتي لم تنجح ليس في تحقيق ارباح للشركة ، بل كان الفشل حتى في وقف سيل الخسائر، ويحتاج الباحث لمجهر ليضع يده على مؤسسة شبيهة حققت نجاحات ولو محدودة، فالبيانات المالية السنوية لشركاتنا المشابهة للملكية لا تسر الناظرين، وجميعها تدار بكفاءات وطنية.
ورغم كل ما بمكن ان يقال، وبعيدا عن العواطف، فان تعيين شخصية اجنبية لادارة موسسة وطنية ربحبة متعثرة لا يعيبنا،ولا ينقص من كرامتنا المصونة، ولدينا تجارب، على سببل المثال لا الحصر ،شركة المياه الفرنسية ليما التي ادارت مياه الشرب في العاصمة، وشركة البوتاس بادارة الكنديبن ، وكلاهما حققت نجاحات، رغم ان ملف المياه، استثمارا وادارة، من الملفات الشائكة،بالنسبة للمستثمرين .
ان استقطاب كفاءات اجنبية لإدارة مؤسسات وطنية ، هو نهج عالمي مادام يحقق الفائدة ، تمارسه الدول المنخرطة في الاقتصاد العالمي، ولنا في نهضة دول الخليج العربي وغيرها من دول العالم عبرة ،فقط الدول الشمولية ذات الجدران العالية المعزولة هي التي تتوقف عند هذه المعايير.
لبست الملكية وحدها ، بحاجة لإدارة اجنبية ، يؤمل ان تغيب معها قيم المحسوبية والمحاباة والشللية ،فهناك ملف اكثر خطورة ، وهو ملف جامعاتنا الرسمية، التي تترنح، والتي تحتل ذيول قوائم مؤسسات تقييم عالمية تقيس مرتبة الجامعات ، اداريا واكاديميا، في الوقت الذي تحقق فيه جامعات في الاقليم ،ربما اسهم اردنيون في بنائها مراتب متقدمة .وربما لسنا بحاجة لتلك الاحصاءات لان الفشل فقط يحتاج لاعتراف به كخطوة اولى على طريق المعالجة ،صحيح ان جهات عدة تتقاسم مسؤولية الفشل في الجامعات ، لكن اداراتها هي المسؤول الأول عن ذلك ، رغم وجود بعض النجاحات الفردية المعزولة هنا وهناك،فهل يعقل ان ينشغل الراي العام والأكاديمي لاسابيع في متابعة وسائل الإعلام ليتبين الدخان :ابيضا ام اسودا، لتعيين رئيس جامعة،ثم تتوالى بيانات احتجاجية على عدم تعيين ابن العشيرة رئيسا للجامعة ، باعتبار هذا المنصب حق للعشيرة؟!

لست ضد الكفاءات الوطنية، ولست مع الأجنبي، لكني مع وجود أبناء وطن بالإدارة العليا بدون تدخل أبائهم او أعمامهم او دون الاتكاء على نفوذهم ، بل لسجل انجازاتهم وتفوقهم.