يا منصور عباس !

كيف يمكن اقناع شتلة ميرمية في الجليل بـ يهودية الدولة ؟!
وما علاقة " الخبيزة " بخبز مصة ؟ والعكوب بـ يعقوب ؟
والجليل بـ جلعاد ! وكيف لعِرق زعتر أن يقبل التمييز العرقي ؟
وبين الهوية واليهودية ، أحاول هذا الصباح أن أتخيل عمي الذي بقي في الناصرة يهودي ، وابن عمتي في كفر كنا يجدّل خصلات شعره على طريقة حاخام يهودي .
صعب " تزبط " يا عمي منصور !
لا تحتاج الهوية لقانون ، لكي تعبر عن هويتها ، ولا يمكن لعصفور من عصافير الجليل ان يغرد بالعبرية ، ولن يصيح ديك فلسطيني في مجد الكروم الا بالفلسطيني الفصيح ، ولا يمكن لقرص فلافل في عكا الا ان ينفخ صدره مزهوا بفلسطينيته ، ولن يسخن مسخن في سخنين الا في مطبخ فلسطينية ، ولا يمكن لثوب مطرز بغير نقوش كنعانية ان يرقص الدلعونا ،ولا يمكن لظريف الطول ان يسرح شعره الا في مسرح السرايا في يافا .. ولن " ينط " من فوق سور عكا الا فلسطيني ،ولا يحلو لفلسطيني في بيت لحم الا الشواء على فحم من ام الفحم ، ولا تأكل حيفا " العلت " الا من عتليت ، ولا يُجنى الزيتون الا في جنين ، ويعلب زيته في عيلبون .
لا تخرج من جلدك يا عمي منصور
لا يمكن ترجمة نسمة فلسطينية الى العبرية .. هذا الهواء يتنفس الهوية الحقيقية . ولا يمكن للزعتر البري والطيون والسريس الا ان يفوح بعبيره الفلسطيني .
قل لهم كلمة حق يا عمي منصور :
هم عابرون في وطن مقيم .. غرباء عن شجرة حور في "يازور " ، وصفصافة في " فصوتة " ! لن يكونوا الا صدفة في صفد .. هم في بلاد كل مواعيدها لم تكن يوما أرض الميعاد .
لا تحتاج الهوية الى قانون لتعبر عن هويتها يا عمي منصور .
الكاتب الصحفي : خالدعيسى



















