د.السيد محمد الحسيني يكتب | "مواجهة الحرب الاقتصادية"

الحرب الاقتصادية لا تقل أهمية عن الأعمال القتالية، قطع الأرزاق من قطع الأعناق . إنها تستهدف مناعة المجتمع ومنظومته الأخلاقية. الجوع كافر والحاجة إن لم تُوظّف للإنتاج تقود المجتمع الى الذل ..
في كل جيل يوجد متفوّقون ، الذكاء والإبداع ليس حكرًا على قومية او عِرقٍ معيَّن . نحن بحاجة الى برامج نجهد فيها لإكتشاف العباقرة وتقديمهم في ميادين الانتاج والاستثمار التصنيعي في كل ما يحقِّق الإكتفاء الذاتي والمناعة الإقتصادية .
دور الجامعات :
إن تحديد المجالات البحثية العلمية المطلوبة في الجامعات على ضوء احتياجات المجتمع نتيجته:
اولًا- فرز الكفاءات الطلابية بعد تنفيذ برامج عمل تطبيقية لهم من اجل التعرف على مهارات الإبداع والابتكار لديهم .
ثانيًا- توجيه هؤلاء الطلاب نحو الإختصاصات المتوافقة مع مواهبهم تمهيدا لإنخراطهم في مشروع تلبية الإحتياجات الفعلية للمجتمع .
ثالثًا - تنفيذ أنشطة علمية هادفة لبلورة الأبحاث العلمية عبر مسابقات ولقاءات ومخيمات بحثية .
رابعًا - إطلاق مشروع ريادة الأعمال وتفعيله ويتجلى ذلك في منح براءات الإختراع وحماية أصحابها من كل التهديدات .
دور السلطة التشريعية :
إقرار مشروع قانون لحماية وتفعيل الانتاج الوطني وجعله أولوية وطنية إن من ناحية الصناعة او الغذاء او الزراعة او التكنولوجيا بالحد من إغراق السوق بأي منتج اجنبي مستورد .
دور السلطة التنفيذية:
-تأمين فرص العمل من خلال ربط اهل الاختصاص بسوق العمل .
تعاقد طلاب الدكتوراه المتفوقين مع الوزارات او مع الجامعة اللبنانية .تقديم المنح للدراسات العليا في الخارج .
دور المجتمع والجمعيات الاهلية :
الدور الاكبر هو للبيئة والمجتمع الذي نشأ به هؤلاء المتفوقون ، لذلك يجب تسهيل امورهم وحمايتهم وإبعادهم عن الصراعات والتجاذبات الفئوية الضيقة فهم لكل الوطن والمثال النموذجي للمواطنة . فزكاة العلم نشره ليستفيد منه الجميع وينهضوا بالمجتمع نحو الخلاص من التبعية والارتزاق .
في الختام نذكّر بالآية القرآنية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم :..قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكّر اولو الالباب *
وبقول الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران :
"ويل لأمة تلبس مما لا تنسج وتأكل مما لا تزرع وتشرب مما لا تعصر …"
د.السيد محمد الحسيني .


















