+
أأ
-

د.صبري ربيحات يكتب : سيادة البندورة…

{title}
بلكي الإخباري





"انا البندورة الحمرا … مزروعة بين الخضرة… تاكل مني تا تشبع…. وتصير خدودك حمرا " هذه الكلمات لاغنية قنوات الاطفال التي رددها الكبار وافرطوا في زراعة البندورة صيفا واغرقوا وحدات الاغوار الزراعية بشجيراتها المعلقة والارضية حتى لا يخذلوا الاسواق ولا يتوقف الباعة المتجولون في الاحياء عن المناداة بمكبرات الصوت على صناديق المعلق والمنسدح منها بدينار الصندوق…





حتى الاسبوع الاخير من شهر اذار كانت البندورة الحمرا قد اغرقت اسواق مدننا وقرانا لدرجة انك تجدها ملقاة على الطرقات او على معالف مربوا الماشية في الارياف والضواحي. في كل لقاء او بحث للسياسات الرراعية تجد المزارعون يشكون من تضاعف خسائرهم وفقدان الكثير منهم للموارد التي تمكنهم من الاستمرار في ظل تدني مستوى الاسعار .
لم يشفع للبندورة حمرتها ولا عراقة علاقتنا بها ولا حتى غزل المشاهير بقلايتها التي اصبحت ملمحا من ملامح ما ينشره المتنزهون او يتحدث عنه المغامرون في رحلاتهم المصورة فقد بقيت اسعارها تتدحرج لدرجة لا احد ممن يزرعونها قادر علي تعويض حجم المصاريف التي انفقها علي زراعتها التي لا يعرف اسبابا لتكرترها برغم معرفته المسبقة بخسارته المحتملة.





منذ ايام ولاسباب ترتبط بتحولات الطقس وخلخلة الاسواق شهدت اسعار الخضار ارتفاعا مفاجئا ومجنونا ولد الصدمة لدى الكثيرين ممن وجدوا في البندورة شريكا وحليفا دائم الحضور وسهل المنال. بين يوم وليلة ارتفع سعر صندوق البندورة الى سبعة اضعاف ما كان عليه واصبح من الصعب على الذين اعتادوا على وجودها في غالبية اطباق وجباتهم الصباحية والمسائية الحصول على الكميات التي يحتاجون لها بالتكلفة التي اعتادوها.





التخمينات التي يتداولها الناس حول ارتفاع تسعار الخضار متعددة ومعقولة لكن المدهش في كل ما بجري تجاهل المستهلك لحاجة المنتج الى ما قد يعوضه عن خساراته المتراكمة طوال اشهر الانتاج…. الاسعار التي كانت تباع فيها الخضار عامة والبندورة بشكل خاص اسعار لا تغطي اثمان العبوات ولا اجور القطاف….. والسعر الجديد للبندورة ليس هو السعر الانسب بالتأكيد ففيه الكثير من المبالغة…





لكن من اامهم تن نفكر جميعا بزراعة ما بكفي السوق وضمان حصول المزارع على كلف الزراعة وهامش،ربح معقول وان نتوقف عن الهدر والترف الذي لا يبرره واقعنا الاقتصادي الصعب.