بن سلمان والعلاقات من تحت الطاولة …والسعوديون هم المسمار الأخير في النعش الذي يفصل إسرائيل عن بقية العالم العربي الإسلامي!
التغييرات التي حدثت في الشرق الأوسط منذ أحداث "الربيع العربي" عام 2011، دفعت إسرائيل والمملكة العربية السعودية إلى التخلي عن طريقة التفكير التقليدية التي حددت الأعداء والحلفاء، ووضع الأمن القومي في المقدمة.
إن الجهود التي تقودها إسرائيل والسعودية، كل على طريقته الخاصة، لوقف إيران والموالين لها في الفضاء الإقليمي، تجعل من الممكن توسيع التعاون بينها.
وفقًا لذلك، كانت هناك مرونة أخيرة في السياسة السعودية تجاه إسرائيل، وبلغت ذروتها في تصريح بن سلمان لمجلة بأنه يعترف بحق إسرائيل في الوجود، ولا يستبعد إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية معها في المستقبل
بن سلمان ليس أول من قدم خطاً معتدلاً نسبيًا تجاه إسرائيل، لكن لا شك في أنه عندما يتعلق الأمر بصياغة موقفها تجاه إسرائيل، فقد قطعت المملكة العربية السعودية شوطًا طويلاً، ومع ذلك، نظرًا لحقيقة أن الاتصالات العامة مع إسرائيل ستقدمها على أنها خائنة للمصلحة الفلسطينية، فقد اختار النظام الملكي السعودي إبقائها تحت الرادار.
يعتقد البعض أن الملك سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، يمثل النهج الأكثر تقليدية - محافظة تجاه إسرائيل ولن يروج للتطبيع العام معها طالما لم يكن هناك تقدم حقيقي تجاه الفلسطينيين.
يُنظر إلى ابن سلمان على أنه أكثر براغماتية وكشخص يفهم مزاج الظروف وحاجتها، ومع ذلك فهو أيضًا ليس في عجلة من أمره للمضي قدمًا على المحور الإسرائيلي دون تعويض مناسب.
الاتفاق مع إسرائيل خطوة مهمة للغاية من قبل السعوديين، وعلى الرغم من أنباء بعض الدفء والاتصالات من وراء الكواليس، لم نشهد بعد تطبيعًا علنيًا حقيقيًا.
تم تسجيل إنجازات، مثل إصدار تصريح عبور طيران لشركات الطيران الإسرائيلية في طريقها إلى الخليج فوق أجواء السعودية، وقبل وصول بايدن، أعطت السعودية تصريحا كاملا لإسرائيل لمرور الرحلات فوق أجواءها بالإضافة إلى ذلك تم نشر المزيد والمزيد من الأدلة على التعاون التجاري، بالإضافة إلى التعاون الأمني والسياسي الذي يحدث تحت الطاولة.
يفهم السعوديون أنهم ربما يكونون المسمار الأخير في النعش الذي يفصل إسرائيل عن بقية العالم العربي الإسلامي، ونظرًا لاتفاق بينهم وبين الإسرائيليين، فإن آخر الحواجز التي تضعها دول أخرى في المنطقة وفي العالم بشكل عام سيتم إزالتها.
في الآونة الأخيرة، كانت هناك تقارير متزايدة عن إيماءات سعودية لإسرائيل ستُنظر إليها على أنها ترويج معين لتطبيع العلاقات، هذا لأن السعوديين يحتاجون لإسرائيل في مسألة تقنية صغيرة.
تسعى مصر السيسي إلى تسليم جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للسعودية، وبعد اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، يحتاج الاثنان إلى موافقة إسرائيل الرسمية على الخطوة.
بين كل هؤلاء، يواصل الأمير المهيمن الإبحار في السفينة الكبيرة والمؤثرة في المنطقة بهدوء نسبيًا، دون ظهور الكثير من وسائل الإعلام أو الضوضاء العامة، مع إظهار رباطة جأش وعزم، ولكن أيضًا براغماتية عند الحاجة.



















