+
أأ
-

صباحات معلم متقاعد

{title}
بلكي الإخباري


بقلم الكاتب :- محمود الشمايله.

ما أجمل صباحات أيلول المبللة بالندى،وما اجمل خيوط الشمس حين تتسلل من خلف النوافذ العتيقة ،
ما أجمل أن تصحو من نومك باكرا، تعد فنجان قهوتك ببطء شديد ، ماذا لو حركت القهوة بعكس عقارب ساعة وكأنك تحاول أن توقف الزمن عند تلك اللحظة ، أو ربما بالغت في تحريك القهوة للوراء وكأنك ترجع بالزمن الى اليوم الأول من استلام وظيفتك البائسة عند نقطة الغليان.

تسكب قهوتك في فنجان فاخر ، وتجلس حيث خيوط الشمس التي تمنحك قليل من الدفء، تشعل سيجارتك الأولى ولا تنتظر شيء ، أو أي شيء قد يؤذي روحك .

يكفيك ان تشعر انك حر طليق كعصافير الدوري التي تتقافز أمامك..
تملك القدرة على التفكير في حريتك ..
لا تخفي رغبتك في زيارة لاس فيغاس ولا انطاكيا او حتى روما ،
انت حر الان تستطيع أن تفكر في قضاء ليلة على شواطئ الاسكندرية وتبحر بعدها في النيل ..

تشعل سيجارتك الثانية وتحتسي قهوتك تستلذ بمرارها،
هي حياتك مرة محببة كفنجان قهوتك او كدواء السعال ، مر كالعلقم تحتسيه على أمل الشفاء من أوجاعك في وقت آخر.

انت متقاعد الان ومتحرر من كل مواعيدك التافهه، لا تعنيك عقارب الساعة ولا حتى رزنامة الأيام المعلقة على جدرانك البلهاء ..

تشعل سيجارتك الثالثة وانت بكامل حريتك ...تحتسي ما تبقى من مرارة الأيام على إيقاع رتابة عمرك ...

لماذا لا تحلم انك مسافر على متن حلم ..
على نحو ما تفكر ان تضيع العناوين فلن تهمك الأمكنة الجديدة فيما لو لم تحفظ اسمائها.....

عليك ان تتوقف هنا تحديدا عند اطفاء سيجارتك الثالثة لحظة غرسها في منفظة السجائر .

لا تتفقد جيوبك مرة أخرى فهي فارغة تماما ، لا تفكر في التزاماتك اليومية فهذه ايضا من الممكن أن تنسف صباحاتك عن بكرة أبيها وربما ستشتم عصافير الدوري التي تسبب لك الضجر بزقزقتها...
لا تفسد صباحات ايلول المبلله وانتظر زهر اللوز على كتف نيسان ...

أيها المتقاعد العزيز .
اذا لم تستطع أن تسافر فلا تترك عادتك الصباحية في إحتساء قهوتك دون أن تلتفت إلى رزنامة مواعيدك الساذجه. ( دلل نفسك).