د.صبري اربيحات يكتب : طاهر المصري…ولحظة انفعال نادرة

نسي معظم من تابعوا الحفل الغنائي الذي احيته الفنانة الفلسطينية الملتزمة والناشطة السياسية التي اختارت قوة وجمال الصوت وصدى اللحن التراثي للنفاذ الى الوجدان العربي المتأكل تحت وقع الطغيان والخيانة والتقدير والفساد والاذلال الممنهج لتحيي في جنباته بعضا مما أتى عليه الزمن …
المطربةالتراثية التي ايقظت في نفوس الفلسطينين والعرب احلامهم المشروخة وانستهم الواقع الذي صنعه المطبعون والمسالمون والمتسامحون والابراهيميون الجدد جاءت الى جرش لتحيي ليلة فلكلوريه بمرافقةكورال نسوي ضم اكثر من ٤٠ سيدة ممن تزيد اعمارهن عن العين عاما في نمط جديد من الغناء الجماعي النسوي الذي أصبح ظاهرة من ظواهر الفن المغاربي الجديد القديم.
انفعال طاهر المصري العفو ي واشتباكه مع كلمات النشيد الوطني لكل العرب "موطني" كان المشهد الأهم والابرز الذي غطى على كل التفاصيل الأخرى وأثار زوبع من التعليقات التي تجاوز بعضها حدود اللياقة. ما قام به ابو نشأت بالأمس مظهر إنساني يتوقع ان يقوم به كل شخص يحمل الجنسية الثقافية العربية ويسعى لرفعه وبهجة الأمة التي يجري ذبحها وافتراسها على أيادي الكثيرين بمعاونة ابناءها وسماسرتها.
صحيح ان الأمة متعبة والشعب محبط وغاضب وصحيح ان هناك عتب ولوم لكل من تولى زمام المسؤولية لكن من غير السائق ولا الجائز ان يحمل البعض دولة طاهر المصري وغيره مسؤولية ما نحن فيه فالعمل الحكومي في الاردن مثل سباق الجري بالتتابع ولا احد يتحمل مسؤولية اكثر من الأمتار التي ركضها في الحارة المخصصة للجري…
طاهر المصري ومهما تقل عنه لم يكن فاسدا ولم يتطاول على المال العام كان خادما لبلده ينفذ سياسات لزمن محدد ويجري أعضاءه بعد انتهاء مهمته
تحية ل دلال ابو آمنة وتحية لفلسطين وللاردن الذي سيبقى بيت العرب بلا أبواب ولا أسوار يحتضن الأحلام العربية المؤجلة ويصبر على ضنك الحياة وجود الأيام



















