+
أأ
-

م. عبدالله الفاعوري.. هجمات خُلقية صارخة

{title}
بلكي الإخباري


بين ليلة وضحاها تتكرر حوادث الدهر وتتعاقب على وطننا بطريقة متسارعة، اضحينا نعيش في عالمًا نتوقع فيه كل يوم حدثٌ نادر، هل هي من مفاسد الانسان ؟! ام من تقصير الانسان في اعماله؟!، مع التأكيد على أن كل شيء يسير وفق ارادة الله الواحد القهار مكور الليل على النهار محق الحق ومهلك الظلم وأهله.
من حادثة قتل الفتاة التي ضج الشارع بها لأيام وساعات، لما تمثله من انتهاك للحرمات وخرقًا للعادات والتقاليد وتعاليم الدين. هذه الحادثة التي لامست مشاعر الجميع، وشكلت تعاضدًا انسانيًا أردني، عصف بالازمة إلى حضيضها، ولكن نتسائل؛ كيف دخلت هذه الجرائم والدنائة الخُلقية على الشعب الأردني؟!، لنعلم سويًا أن هذه الجريمة والجرائم الشبيهه هي وليدة الاضطرابات في النظام التعليمي التربوي والاختلالات في الجوانب الاجتماعية التي تضرب الأسرة وتفككها وكل ذلك يقود بالاجيال إلى الانعدام الأخلاقي، فمثلث التنشئة الجيلية؛ المدرسة والأسرة والبيئة المحيطة لها كبير الأثر في تشكيل حاجز متين أمام الهجمات الشرسة التي تطال الاجيال. والخير يبقى في أمتنا إلى يوم الدين، بوجود هذا الاسلام المنير الذي يضيئ لنا عتمات الدهر وبتنشئة فلذات اكبادنا على تعاليمه، نصنع امة موحدة مكونة من افراد يجمعهم حب الوطن والدفاع والتضحية في سبيل امنه واستقراره، لانهم مجبولون على الاخلاق النبيلة التي تُرفعهم عن كل نقيصة، فصدق الشاعر حينما قال :
ما قيمة الناس الا في مبادئهم لا المال يبقى ولا الالقاب ولا الرتب
وقال اخر :
انما الامم الاخلاق ما بقيت فان ذهبت اخلاقهم ذهبوا .
فانعدام الاخلاق يقود لتفكك الافراد الذين يمثلون مكون الامة وذلك يقود للضياع والتهلكة؛ فتصبح الامة لقمة سائغة المضغ من اعداءها .
م. عبدالله الفاعوري