ربا عياش تكتب : روحانيات

كلما تعمقت في السباحة داخلك وبين سراديب الكون أكثر، أصبحت وحيدا أكثر.
فستجد الكثيرين يلعبون في المياه الضحلة، على شواطئ البحار، لكن قلة من يتحلون بالجرأة للسباحة نحو عمق المحيطات، لمقابلة أنفسهم.
قد تكون وحيدا لكنك إن سرت في الطريق الصحيح لن تكون تعيسا، ستكون ممتنا، راضيا، سعيدا، وستكون كاملا متحدا مع نفسك وبنفسك،
ستعيش عمرك كله بطلا، فليست كل الأرواح مستعدة لخوض رحلتها للنهاية الآن.
يبدو أن الحياة في سرها أعمق وفي جوهرها أعقد مما نعتقد..
لعلها مسرحية، مكتوبة ولكن هناك مرونة في تغيير الأحداث والأدوار..
الكاتب منح الشخصيات حرية التصرف إن شاءت..
ولكل منا دوره، وإن دققت قليلا ستشعر أن الكثير من الأرواح تلعب أدوارا ثانوية هنا، تماما كما هناك شخصيات رئيسية في الحياة..
ولكن، يبقى هناك متسع ومجال لتبادل الأدوار، بحسب الأفعال والنوايا..
فمن الممكن أن تثور الشخصيات الثانوية، لتصبح قيادية ومؤثرة، ومن الممكن أن تهمش الشخصيات الرئيسية نفسها فتصبح على الهامش..
لعل هناك تبادل في التراتبية والتأثير في كل دورة حياة حتى..
لا أعلم حقيقة، لا يملك أحد الحقيقة على أية حال.. من الجميل أن نبحث على الأقل ..
يكفي أن نشعر بالحقيقة تتسرب إلى أرواحنا.. أن نؤمن بأكثر سيناريو أعجابنا
أن نسمح لعقلنا بالإبداع والبحث عن نفسه.. ونسمح لحدسنا بقيادة المركب بين الحين والآخر..
الكثير من الأرواح هنا ما زالت في بداية رحلتها، البعض يحتاج لدروس كثيرة وصبر طويل وخبرة متراكمة عميقة، حتى تقبل مواجهة ذاتها..وتشعر بنفسها.. لتتقبل حقيقتها، وتلتقي بجذورها وتصادق صدماتها، وتفهم سبب وجودها.



















