+
أأ
-

الفنان والشاعر محمد العامري يكتب القدس في الجامعة الأردنية

{title}
بلكي الإخباري محمد العامري

بلكي نيوز - حين نتأمل الهبّـة التي قامت بها الجامعة الأردنية فيما يخص القدس، ندرك تماما وعي ووطنية قيادة الجامعة، ممثلة بفريقها الثقافي الواعي، في الانتصار لقضية محورية تعتبر تاريخيا قضية العرب الأولى، بل أصبحت القضية الأكثر تداولا في العالم. لم تكن الجامعة الأردنية جامعة (شعاراتية)، بل حققت إجراء مباشرا وعمليا فيما يخص المدينة المقدسة، الأمر الذي يشكل وعيا متقدما للأجيال الحالية والقادمة، أي مأسسة تلك القضية على مستوى الجامعة عبر إنشاء مركز للدراسات يختص في المدينة المقدسة. وهذا مؤشر يتمثل في رسالتها الإنسانية الواعية في تمكين الإنسان، وصناعة المستقبل وإشاعة الأمل وتنمية الوعي، وهي بذلك تذكرنا بما فعله الشريف حسين بن على يوم بدأ في إعمار الأقصى، ليستمر هذا النهج مع نجله الملك الراحل الحسين بن طلال، ويجدد النهج من بعده الملك عبدالله الثاني ليسهم في صمود أهلنا في فلسطين.

إن هذا النهج نهج الأردنيين جميعا الذين تلهج حناجرهم بتراتيل تلك المدينة. وأعود هنا إلى الجانب الإجرائي الذي قامت به الجامعة، عبر إنشائها لمركز لدراسات القدس في العام 2009، بشراكة مع مؤسسة فلسطين الدولية، تلك الإجراءات التي شكلت حالة عروبية ووطنية لدى الطلبة، بل شكلت الجامعة الأردنية أنموذجا مهما تقتدي به الجامعات الأخرى في الأردن والعالم. فسهم الوفاء للقدس، بالتعاون مع جامعة القدس ومؤسسة منيب المصري للتنمية، لدعم صندوق ووقفية القدس، هو الحالة الأكثر فاعلية والتي وضعتنا أمام مخرجات تسهم في فعل مقاومة تهويد المدينة. سهم الوفاء يخاطب ضمائر العرب والمسلمين للتضامن والتعاون من أجل انجاح حملة «سهم الوفاء للقدس» لجمع اكبر قدر من التبرعات استجابة لأوامر الدين والعروبة ولإعطاء العالم صورة حضارية عن عمق ومتانة روابط الأخوة التي تجمع الشعوب العربية والإسلامية.

وفي سياق كلمة ألقاها رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة قال: «إن الجامعة على هدى من رؤية الهاشميين عبر التزامهم التاريخي برعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية، حيث أصدرت الجامعة جملة من القرارات منها، إنشاء مركز مركز دراسات القدس بالشراكة مع مؤسسة فلسطين الدولية، وتخصيص جائزة دورية مقدارها عشرة آلاف دينار تمنح كل سنتين لأفضل رسالة دكتوراة محكمة عن القدس، بالإضافة إلى معاملة الطلبة المقدسيين في برنامجي البكالوريوس والدراسات العليا معاملة الطلبة الأردنيين من حيث الرسوم على البرنامج الموازي، واعتماد يوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام يوما لنصرة القدس وإدراج مادة بعنوان «مدينة القدس» ضمن خطة الجامعة الدراسية، إضافة إلى ذلك أصدرت اللجنة المنظمة بيانا يقدم تراكما لخطة الجامعة وتوجهاتها في دعم صمود المقدسيين».

إن المتأمل لجملة القرارات التي قام بها رئيس الجامعة تشير إلى عضوية العلاقة بين الضفتين، وإظهار لما ينزح إليه الأردنيون في دعم الأهل في فلسطين مستندين الى ما قام به الهاشميون من وصاية ورعاية لتلك المدينة. إن الجامعة الأردنية وشركائها في سهم الوفاء حالة عملية تسهم في تطوير الوعي العروبي تجاه قضايا الأمة، وهذا التوجه نابع من الوعي المتقدم لرئيس الجامعة والفريق الثقافي الذي يعمل معه. إننا أمام  تنويرية تبتعد عن إغواء الحالة الشعاراتية الشائعة في السياسة العربية، إضافة إلى أنها خطوة مهمة لإنتاج رواتنا نحن عن تاريخنا العريق كوننا تورطنا لعقود طويلة في تصديق رواية المحتلين، فلم يكن لفلسطين أي أثر لليهود حسب ما تشير إليه وثائق التاريخ القديم، فبني إسرائيل قبيلة عربية من اليمن والعبرية لهجة صنعانية، وأشار إلى ذلك الباحث فاضل الربيعي في كتابيه: فلسطين المتخيلة، والقدس ليست «اروشليم».

فكل ما تقوم به الجامعة الأردنية الآن من شراكات عضوية مع المؤسسات الوطنية هو دلالة على وضوح التوجه السليم في إثراء وعي الأمة تجاه قضايا ذات أهمية بالغة. عن الدستور الأردنية