+
أأ
-

الحاسوب في ألمانيا أم الأردن؟

{title}
بلكي الإخباري بصراحة، سؤالك لا يجب عنه إلا أنت، وأنت من يجب أن يسأل نفسه، ماذا أريد من الجامعة؟ ومن الحياة الجامعية؟ هل أريد مُجرد ورقة أعلقها؟ لأنه ومن تجربتي أن الاستفادة الحقيقية من الجامعة تكون من خلال اجتهاد الطالب الذاتي ومحاولته للإبداع، أما الطالب التقليدي فهو نفسه في ألمانيا أو الاردن. فهناك من الطلاب من يخرج إلى ألمانيا فقط ليخرج من البلاد، وهناك من يخرج لأنه لم يتم قبوله في بلاده .. وهؤلاء عادة لا يستفيدون من غربتهم مثل غيرهم، لأنهم متقوقعون على أنفسهم، لا يُحاولون الاستفادة من وجودهم في ألمانيا، فلا يعرفون أي شيء عمّا يحصل في ألمانيا ولا في مدنهم ولعل الواحد منهم يعيش الأعوام الطويلة في ألمانيا وهو لا يدري إلا طريق الجامعة وطريق المطار، وحتى إن درس فإنه لا يفقه إلا مادة الامتحان التي سينساها بعد الخروج منه. وبالمقابل هناك من الطلاب، من تراه يستغل الغربة لينمي مهاراته في الحياتية، فتجده عارفاً بالقوانين، ومطلع على التقنيات والتكنولوجيا ومعارض الشغل والعلوم في ألمانيا .. ويؤسس لشبكة علاقات من كل العالم .. وهي أشياء بصراحة ليس من الصعب الحصول عليها في عمان أو في الطفيلة ما دامت الجامعات منخرطة في الشبكة العالمية لمصادر المعلومات. الأمر المؤكد أن المعلومات والدراسة لا تلعب دوراً خطيرة بالنسبة لمثلي، فالدراسة الحقيقية هي ما يقرأه الطلاب خارج المحاضرة وهي محاولاته الحقيقية للفهم وليس مجرد النجاح في الامتحان. سواء في المانيا أم الأردن الطالب هو من يختار أو يحدد المسار؟ هنا رغبة كبيرة في التخصص العلمي لكن يحتاج الطالب لما هو ابعد من الرغبة ليكون ناجحا، يحتاج للفضول والشغف والمثابرة وحب التعلم.