+
أأ
-

م. عبدالله الفاعوري يكتب : تهويد القدس يطال المناهج

{title}
بلكي الإخباري






لم يكتف احفاد القردة والخنازير بالاعتداءات الصارخة على القدس وضواحيها ونواحيها المتكررة؛ هذه الاعتداءات التي لا تعرف طِفلًا ولا امراءة ولا هرِمًا، تتضاعف يومًا بعد يوم وتتنوع في الأسلوب والهدف سلبُ المسجد الأقصى اسلاميته وطهارته وقدسيته التي جعلت منه أطهر البقاع فهو ثالث المساجد وتُشد اليه الرحال.
إن الاعتداء اليوم إعتداء فكري يستهدف منارة العلم لفلذات الاكباد في الداخل الفلسطيني، فهنالك هجمات صهيونية شرسة تحاول الإفتكاك بانيابها بمخرجات الاجيال التي نعول عليها كثيرًا في تحقيق النصر المحال مع إنه طال، وتتمثل هذه الهجمة بتغيير المناهج في مدارس الداخل الفلسطيني من اجل طمس هوية الأراضي في المنطقة المقدسة ومقدساتها؛ إن ذلك يزرع في عقول الاجيال الخصبة الاشجار الخبيثة التي تحمل الأفكار الخبيثة التي من شأنها ان تضعف العزيمة وتمزق الهمة وتبث الإحباط في النفوس بفعل تهويد التاريخ الماضي الذي هو زاد ووقود المستقبل، إن مثل هذه الاعتداءات لها آثار وخيمة أشد ضراسة من الاعتداءات التقليدية، لأنها تقتلُ جيلًا وتقتل أمة.
إن السعي الدؤوب الأردني المتمثل بالقيادة الهاشمية والشعب الأردني العظيم لدعم الشعب الفلسطيني من اجل إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف العربي الإسلامي يهدف إلى مقاومة مثل هذه الهجمات الفكرية، لأن وجود دولة يحول دون تدخل الخارج في الشؤون الداخلية بشتى صنوفها تعليمية واقتصادية وسياسية. وان الاردن وشعبها لم ولن ينس خِصلة التعاضد مع إخوانه كافة وخاصة الشعب الفلسطيني، فكل اقطار بلاد الشام التي رضعت من ثديها المجبول على القيم الإسلامية واكلت من اشجارها المروية بدماء الحرية والكرامة، وشربت شربةً بمقدار غَرفَة من مياهها العذبة التي اغترف منها الصالحين في قصة طالوت لن ينسوا ابدا معاني الوحدة والمواخاة مهما تكالب الزمن وابرز مخالب الفتن.
م.عبدالله الفاعوري