+
أأ
-

الكونفدرالية " بينولكس الاراضي المقدسة "

{title}
بلكي الإخباري

بقلم :- العميد المتقاعد ناجي الزعبي
لعب الكيان الصهيوني الفاشي العنصري المصطنع دور راس حربة مشروع الهيمنة الامبريالية ومعسكره المتقدم طيلة سنوات احتلاله للأرض العربية الفلسطينية .
وكان لتفوقه وميل ميزان القوى العسكري لصالحه الدور الحاسم في انجازه لمعظم الأدوار المهام والواجبات التي أوكلت له .
وقد ساهمت اتفاقية كامب ديفيد بتفكيك دول الطوق العربي التي كانت تهدد وجوده ودوره بإخراج مصر من عمقها العربي تلتها اتفاقية أوسلو التي استطاعت ان تخلق سلطة أوسلو كاستنساخ لانظمة التبعية التي فرضتها اتفاقية سايكس بيكو
ثم تلتها اتفاقية وادي عربة التي وقعت بتاريخ ٢٦ /١٩٩٤/١٠ والتي كبلت الاردن وأخرجته ايضاً من دول الطوق
والتي نصت في مادتها السابعة على ما يلي :
( المادة السابعة - العلاقات الاقتصادية:
1- انطلاقاً من النظر إلى التنمية الاقتصادية والرفاهية باعتبارهما دعامتين للسلام والأمن والعلاقات المنسجمة في ما بين الدول والشعوب والأفراد من بني البشر، فإن الطرفين -في ضوء أوجه التفاهم التي تم التوصل إليها- يؤكدان على رغبتيهما المتبادلتين في ترويج التعاون الاقتصادي ليس بينهما وحسب، وفي ضمن الإطار الأوسع للتعاون الاقتصادي الإقليمي كذلك.
لتحقيق هذا الهدف يتفق الطرفان على ما يلي:
- إزالة كافة أوجه التمييز التي تعتبر حواجز ضد تحقيق علاقات اقتصادية طبيعية، وإنهاء المقاطعات الاقتصادية الموجهة ضد الطرف الآخر، والتعاون في مجال إنهاء المقاطعات الاقتصادية المقامة ضد أحدهما من قبل أطراف ثالثة ) .
ثم استمرت المساعي الاميركية للإجهاز على كل المخاطر التي تجابه العدو الصهيوني وقامت بغزوها الهمجي البربري للعراق وأخرجته من العمق العربي .
وقامت بعدوانها على لبنان لتجهز على المقاومة بعد تدبير اغتيال الحريري قبل الغزو ونسب تهمة الاغتيال للمقاومة اللبنانية وسورية واستطاعت بذلك اخراج الجيش السوري من لبنان
لكن مشروعها انكسربعد نصر المقاومة في ال 2006 ولم تعدداميركا قادرة على تفكيك الوطن العربي وصناعة " شرق اوسط جديد " كما بشرت بذلك وزيرة خارجية اميركا آنذاك كوندليزا رايس .
لقد مهدت هزيمة العدو الصهيوني في ال ٢٠٠٦ لصمود غزة وحالت المقاومة الفلسطينية دون اجتياح غزة "
فاختارت ان تقوم بعدوانها على سورية الداعم الاول للمقاومة لإجبارها على التخلي عن المقاومة اللبنانية والفلسطينية وكسر تحالفها الاسترتيجي مع ايران مستخدمة الارهاب الوظيفي و بث الفتنة الطائفية والمذهبية واقامة ما اطلق عليه دولة الخلافة لصبغ الكانتونات العربية المفككة بالصبغة الدينية تمهيداً لتحقيق الجغرافيا الصهيونية السياسية اي الجغرافيا بلون الطائفة بحيث تصبح الدولة الصهيونية دولة يهودية خالصة باللون والصبغة الطائفية .
لكن الصمود السوري خلق حقائق جديدة على الارض فقد أفضى هذا الصمود لتمكين روسيا من لعب دورا مناهضاً للمشروع الاميركي وعزز صمود سورية وانضج محور المقاومة اضافة لتعاظم قوة المقاومة اللبنانية الذي اضطر العدو الصهيوني للانكفاء خلف جدران عازلة وعجزه عن القيام بدوره كرأس حربة ومعسكر اميركي متقدم.
لذا كان لابد للمشروع الاميركي الذي أخذ يفقد أركانه تباعاً بسبب التحول التركي للحضن الروسي والازمة الاقتصادية السعوديةالعميقة وتحول موازين القوى التي لجمت شهية العدو الصهيوني للعدوان والتوسع .
بالتالي فقد كان لابد من بعث العدو وإعادة إنتاجه اقتصادياً والبحث عن دور اخر له يضمن بواسطته دوره في خدمة مشروع موصلة الهيمنة الاميركية عبر الكونفدرالية الاردنية والسلطة الفلسطينية وما يطلق عليه بينولكس الاراضي المقدسة - كارتيل الغاز – نظرا لثروات المنطقة الغنية بالغاز .
بحيث يصبح الكيان الجديد الاطار الذي يجتاح بواسطته الوطن العربي وإخضاعه اقتصادياً ترجمة للبند السابع من اتفاقية وادي عربة بدلاً من الدور العسكري الذي لم يعد قادراً على لعبه وبحيث يصبح به الاردن جزءاً من الجغرافيا الصهيونية بعد التخلي عن مشروع الوطن البديل واستبداله بالتهجير القسري والترانسفير الناعم للشعب الفلسطيني عبر الكونفدرالية للوطن العربي ولأميركا وكندا والشتات .
وقد جرى التمهيد لهذه الخطوة بانهاك الاردن اقتصادياً وتخلي دول الخليج الداعمة عنه واقتصار الدعم الاميركي على الدعم العسكري الذي يذهب معظمه للشركات الاميركية ، اضافة لتوقيع اتفاقية الغاز الاردنية الصهيونية والتعديلات الدستورية واتفاقية ناقل البحرين وسكة حديد بيسان الشيخ حسين عمان.
لقد فرضت كل هذه المعطيات على الاردن لعب دورا في سياق المشروع الاميركي والذهاب باتجاه العدو الصهيوني الذي تخلى بدوره عنه .
لكن غاب عن بال معدي السيناريو التبدل الدولي والاقليمي بموازين القوى والانتصارات التي تحققت على الارض السورية والعراقية واللبنانية وانتهاء هيمنة القطب الاميركي الاوحد اضافة للازمة الاميركية الاقتصادية العميقة وتكريس روسيا دولة عظمى وايران دولة اقليمية ومحورية كبرى وتفكك التحالف الاميركي الدولي وتصدع الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي ومعاناة الدول الاوروربية عدا المانيا من ازمات ومديونية هائلة .
كما غاب عن بالهم ايضا ان المناخات التي سيشيعها النصر السوري الذي اعترف به روبرت فورد السفير الاميركي السابق بسورية و ليبرمان وزير حرب العدو الذي صرح باحتفال بعيد العرش بان الاسد انتصر وبان طابورا اوروبيا وعربيا يسير باتجاه سورية .
كما ان الكمون الثوري بصفوف الشعب الفلسطيني واشواقه لتحرير وطنه واقامة دولته الوطنية ورفض الشعب الاردني لكل هذه المشاريع سيكون عائقا حقيقيا سيحول دون ان يكتب لها النجاح .
ناجي الزعبي
عمان 24/10/

لماذا استعصت سورية على المؤامرة والعدوان الاميركي الأطلسي الصهيوني التركي والرجعي العربي
في الوقت الذي سقط به حكاماً عرب بمنتهى السهولة هذا السؤال برسم الاجابة ومقدمة لموضوعنا؟

فرض موقع سورية الجيوسياسي في الوطن العربي والعالم ، وخياراتها وانحيازاتها لمبادئها ، وأيديولوجية القيادة والحكم والحزب القائد وجبهته الوطنية ، ودعمها واحتوائها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وبنيتها الاجتماعية وبناء قواتها المسلحة العسكري والايدولوجي ، فرض كل هذا عليها استحقاقات باهظة الاكلاف الامنية والعسكرية ، والاقتصادية والسياسية ، والاجتماعية ، ففي الوقت الذي يدعي به العدو الصهيوني انه يعيش في جزيرة معزولة ومحيط معادي ، نجد ان العكس هو الصحيح ، فسورية هي التي تعيش في جزيرة معزولة ووسط ومحيط عربي وإقليمي معادي ، بينما يحظى العدو الصهيوني بمحيط عربي رسمي داعم ومنخرط بمشروعها ، من الحكام العرب والأنظمة الرسمية ، وليس هناك دليل يقطع بهذه الحقيقة كالعدوان الصهيو اميركي التركي الأطلسي.

وقد اتخذت الجامعة العربية على سبيل المثال قراراً في بداية العدوان باقصاء سورية من عضويتها بقرار وإملاء صهيو اميركي ، وعانت من تدفق الارهابيين والأسلحة والمعدات والذخائر واجهزة النجسس والتنصت والاتصالات ومليارات الدولارات من تركيا والعراق ولبنان
فماذا لو ازلنا سورية عن الخارطة الجيو سياسية على ماذا كنا سنحصل ؟
بدون شك وبعد تفكيك دول الطوق مصر بكامب ديفيد ، ومنظمة التحرير بأوسلو والاردن بوادي عربة ، وإخراج العراق من العمق العربي الاستراتيجي ، وإخراج الجيش السوري من لبنان اثر اغتيال الحريري
كنا سنحصل على لون سياسي واحد العدو الصهيوني والحكام العرب .
اليس كذلك ؟
وستكون المقاومة اللبنانية والفلسطينية بغزة بلا عمق وبلا مستقبل ولا مشروع استراتيجي للتحرير