المدينة الجديدة وسوء اختيار الموقع سيحولها لقديمة خلال اشهر من افتتاحها . 

فادي العمرو

ان المتابع لتسريبات الحكومة حول مكان إنشاء المدينة الجديدة على حوالي ربع مليون دونم بالقرب من العاصمة عمان والعاصمة الاقتصادية للمملكة الزرقاء يستهجن سوء اختيار الموقع .

فاذا تم ذلك المشروع الابرز في تاريخ الاردن وعلى نفس الموقع المسرب لن يكون مدينة جديدة بل توسعة لمدينة الزرقاء وعمان وهو ما قد يشجع باقي ابناء المحافظات خاصة الجنوبية منها للاستمرار بمسلسل الهجرة من قراهم وبلداتهم الى تلك المدينتين بحثا عن فرص عمل وخدمات غير متوفرة لديهم مما قد يفرغ بلدات كاملة من سكانها .

اغلب دول العالم عندما تفكر في اقامة مدن جديدة فهي تأخذ بعين الاعتبار تشجيع السكان على الهجرة العكسية من اقليم لاقليم لإنعاشه وتخفيف الضغط على البنية التحتية في المدن المزدحمة الرئيسية واهم نقطة بذلك الملف ان تكون المدن الجديدة قابلة للتوسعة لمساحات كبيرة دون ان تلاصق المدن الكبرى حتى لا تكون الفكرة من اقامتها توسعة المدن الكبرى فقط .

ان السائر من اقليم الشمال باتجاه اقليم الجنوب وبعد حوالي 5 كم جنوبا بعد جسر المطار عبر الطريق الصحراوي يدخل في مساحات شاسعة من الاراضي تقدر بملايين الدونمات واغلبها اراضي مملوكة للدولة يترامى على اطرافها بلدات صغيرة لا يتجاوز عدد سكان بعضها بضعة مئات .

فلماذا لا تقام المدينة الجديدة بتلك المناطق الجنوبية والتي ستحيي معها اقليم كامل وسينتقل للعيش بها ابناء اغلب محافظات الوطن وتوقف مسلسل الزحف من الجنوب للعاصمة عمان والزرقاء ؟

مناطق تتوفر بها المياه الجوفية بكميات كبيرة ونسبة اشراق الشمس بها مرتفعة وهي الاعلى في الاردن من اجل الاستفادة لكهربة المدينة .

فهل من معتبر بهذه الحكومة ؟؟