+
أأ
-

الحلقة الاولى من حوارات واشنطن ( لماذا تنحاز الادارة الامريكية للاخوان المسلمين ؟)

{title}
بلكي الإخباري

أوف ريكورد..

كتب الصحفي عبدالسميع الدردير





قبل أيام كانت درجة الحرارة في واشنطن العاصمة تحت الصفر، ومع ذلك خرجنا فور وصولنا ليلا من مقر الإقامة نتسكع في شوارع العاصمة مع عدد من الاصدقاء .. بصعوبة بالغة نقاوم الصقيع المصحوب برياح شديدة لنتحدث عن التحولات في بلادنا وسائر العالم العربي وجواره.. صباح اليوم التالي دفئت الأجواء وتوجهنا إلى مقر وزارة الخارجية الأمريكية في الزيارة المعدة مسبقا.. كان الحوار ساخنا بدون سقف وبدون تسجيل أيضا "Off Record".. لكن سأنشر منه هنا ما هو مسموح فقط..
التقينا السيد بن، أحد أقدم الموظفين بالخارجية الأمريكية، والذي كان في استقبالنا مع فريق عمله الذي يتولى المسؤولية الإعلامية في مكتب شؤون الشرق الأدنى الذي تتولى مسؤوليته باربارا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي.. عرفنا بن على نفسه، قائلا: اسمي "بن" مشيرا بيده للكتابة،، متابعا: "بن" يعني "بن" (يقصد قلم) وهكذا أنا أكتب كل شيء..
ووجه الزميل الصحفي عبد السميع الدردير من جمهورية مصر العربية اسئلة للحضور يتطلع من خلالها إلى إجابة واضحة عن سبب الإنحياز الأمريكي الواضح ودعمهم العلني لجماعة الإخوان المسلمين عقب انتفاضة يناير ٢٠١١، بينما لم تتخل واشنطن عنهم عقب ثورة يونيو ٢٠١٣ وواصل البيت الأبيض الضغط على الجيش المصري الذي انحاز للثورة الثانية كما فعل في انتفاضة ٢٠١١ ضد مبارك.. استدلل بحديثه بآلاف الوثائق والبيانات الأمريكية الرسمية الصادرة على جميع المستويات، بداية من المتحدث باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة حتى تصريحات وبيانات الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما وقتئذ.. وأكد لهم أن تفسيره للتضارب الأمريكي بشأن مصر هو وجود خلل في مطبخ اتخاذ القرار بوزارة الخارجية..
أحد أبرز أعضاء الفريق الإعلامي بمكتب شؤون الشرق الأدنى بالخارجية الأمريكية السيد محمود الحملاوي وهو صحفي سابق بقناة الجزيرة الأمريكية شدد على أن الإدارة الأمريكية تدرك تماما شؤون المنطقة وتستمع جيدا، مستدلا في حديثه بموقف تدخله في صياغة خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته الأخيرة لمصر والذي تضمن مقولة "مصر أم الدنيا" فقد كانت من بنات أفكار الزميل السابق والدبلوماسي الحالي السيد محمود..
فقال الزميل عبدالسميع للفريق الإعلامي بالخارجية الأمريكية: أنتم لا تعلمون جيدا الجماعة الإرهابية المحظورة في مصر وقدم لهم نسخة أصلية من أحد النشرات السرية للإخوان الصادرة قبل أكثر من ٧٠ عاما والتي توضح هيكلهم التنظيمي ومخططاتهم واسلوبهم غير الديمقراطي المبني على مبدأي السمع والطاعة.. ما جاء في الوثيقة قبل سبعة عقود تحقق بالفعل عند وصولهم للحكم في ٢٠١٢ .. وإن كانوا قد وصلوا للحكم بطريقة ديموقراطية إلا أنهم لم يمارسوا الحكم الديموقراطي.. بل كما يقول الكتاب.. الكتاب الصادر قبل ٧٠ عاما والذي أهدى الزميل نسخة أصلية منه إلى السيد بن ليضعها في أرشيف الوزارة حتى يتسنى للباحثين الإطلاع عليها..