+
أأ
-

علي سعادة : من سرق شهر رمضان؟

{title}
بلكي الإخباري






مع كل شهر رمضان ومنذ سنوات طويلة تفتح نفس الموضوعات بشكل بات مكررا وكأننا نستقبل شهر رمضان للمرة الأولى في حياتنا.
أسئلة تتعلق بالفتاوى التي باتت معروفة ويحفظها غالبيتنا عن ظهر قلب ، لكن تبقى تسأل طيلة الشهر الفضيل.
وأخرى تتعلق بإغلاق المطاعم والكوفي شوب وأي جهات أخرى تقدم الطعام والشراب، ومتى يسمح لها بفتح أبوابها لاستقبال الزبائن، وهل تفتح هذه المرافق في نهار رمضان مع إغلاق الستائر طيلة نهار رمضان، خصوصا أن هناك حركة سياحية نشطة في الأردن.
والأكثر غرابة هو هوس التصريحات الرسمية وغير الرسمية بخصوص توفر المواد التموينية وأسعارها والرقابة على المواد الغذائية والمشروبات، وكأن رمضان هو شهر المعدة المتخمة بكل أنواع الطعام، أو كأننا لا نهتم بتوفر المواد التموينية ومراقبة جودتها وأسعارها إلا في رمضان وباقي السنة الأمور سائبة بلا رقيب أو حسيب.
ثم الحديث المشوش حول الخيم والسهرات الرمضانية وما يقدم فيها من غناء ترفيه.
ولا ننسى تعديل الدوام في رمضان وتأخيره لنحو ساعتين بحجة أن قيام الليل وصلاة التراويح، مع أن الغالبية برمضان أو غير رمضان تنام في نفس المواعيد. مع أنه من الأفضل هو تبكير انتهاء الدوام حتى لا تحدث أزمات مرور قبل 3 ساعات من موعد الإفطار، وحتى تتمكن سيدات البيوت العاملات من أعداد مائدة الإفطار.
كل ذلك يحدث في رمضان في كل عام وننسى أنه مر علينا نحو 1400 رمضان تقريبا، وهو عبادة واضحة جدا ولا تحتاج إلى آلاف الكتب التي تشرح هذه العبادة العظيمة فهو يتلخص في الامتناع عن الطعام و‌الشراب وأيضا عن مجموعة من المحظورات التي تبطل الصوم من الفجر وحتى غروب الشمس.
دعوا رمضان ببساطته يشع بنوره علينا وتوقفوا عن سرقة بهجته وفرحته وطقوسه الجميلة ولا تحولوه إلى شهر الأكل والدراما التلفزيونية وبرامج المسابقات التي لا تقدم ترفيها ولا معلومة كما كان في السابق.
لا تسروقا رمضان، من أراد الصوم فهو عبادة بينه وبين ربه ولا يحمل الناس "جميلة صيامه" ومن لم يشأ الصيام عليه ان يحترم الصائمن ولو بأضعف الإيمان.