الكساسبة تكتب ، إلى وطني…

الى من يقاسمونا اكسجين هذا الوطن..
لنسأل فاقد الشيء عن نعمة نحن غارقون بها ولكن لم نستشعر مذاقها، لذا ماذا لو سألنا مغترب عن وطنه هل يهنأ بعيش أو يتلذذ بمنام او يَقَر له مقام ؟ لنسأل المُشردين النازحين عن اوطانهم هل اكتسبت اجسادهم الطمأنينة بعد فراقه، ام هل تبللت عيونهم بعد فراقه ..؟
لنسأل من هم تحت سياط الخوف في اوطانهم لا يملكون ادنى ذرة أمن في بيوتهم فقد تهدر ارواحهم واعراضهم لأن لا سلام ولا أمان تسكن احداقهم فهم في اراضيهم مهانون..!
بالفطرة جبلت المخلوقات على حب موطنها ووطنها وسكنها، فمثلًا يتبخر الماء من البحار ليرتقي فوق سماء الوطن، فما يلبث إلى أن يعود لوطنه لا لوطن آخر، مُهديًا له نعمة الماء ولسكانه الحياة….،لا يتوقف الحال هنا شاهدوا الطيور تغدوا خماصًا لتعود لاوطانها مساءًا لتكمل مسيرة التوازن البيئي في وطنها لا وطن آخر …، إذن هذا هو الإنتماء …
معًا من اقصى شمالك لأقصى جنوب بشرقك بغربك ومنتصفك متطرفون في حبك لا نملك زمام الوسطية…نتخلى عن تلك الديموقراطيه امام خطر يحوم حولك فننقلب ديكتاتوريون امام خصمك..، أمام قضية تخص شبر في صحرائك تجمعنا زمرة الهم وإن فرقتنا زمرة الدم..
وطني وبالنيابة عن اخواني ابنائك وبصفتي ابنتك الصُغرى إسمح لي أن اطاطئ رأسي خجلًا ، من بعض من احتضنتهم وتنكروا لك ، فوالله احبابك وعشاقك كُثُر يملئون اصقاعك فلا تأبه باولئك الغثاء والزبد لانهم يذهبون جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض…هناك اشخاص مثلهم كمثل من ربته امه واعطته قلبها وما أن اشتد عوده حتى قابلها بالجحود،هكذا حالك ياوطني مع تلك القلة العاقة التي لا تمثل سوى نفسها ، فهم ليسوا بشر فكيف لمن يبتغي لبيته و وطنه وموطنه الضرر بأن يكون بشر! جزاهم نارًا هشيم المُحتضر ..لم تبقى ولم تذرر، فهم كمن يبتغي الدُرة لا الدُرر..إذهبوا لربكم فعنده موازين البشر ، وجادلوا إن احسنتم جدالًا لا يُغتفر، وإن لم تقوموا فسعيرًا وسُعَرْ ..
واخيرًا اعذرني يا وطني فمقامك اكبر من عباراتي..ولكن اعود واكرر بالنيابة عن ابنائك يجب أن نعض عليك بالنواجذ قلن نجد بديلًا عنك ..، كبيرنا وصغيرنا، غنينا وفقيرنا مسؤولنا وعامل الوطن يجب علينا أن نخلص بأعمالنا فلن نجد الراحة بعيد عنك، لجنودنا البواسل يجب ان نقف بجانبهم كتفًا لكتف وإن نوحد الصف معهم لا ضدهم علينا الذود عن حياضك بكُل ما أعددنا له من قوة فلن يقبلنا سواه..
وطني ثلاثمائة وبضع وستين يوم كنا معك وفيك ومنك مجتمعين لا متفرقين نتمنى من الله ان نبقى طيلة اعمارنا مستنشقين عبق اصالتك متنعمين بتُرابك وثرائُك …
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " نختم بها عامنا الماضي بكنفك ياوطن ونستقبل القادم بأمنك وننبض بحبك كالوتن…
إبنتك البارة بسمة الكساسبة.



















