التعليمُ الرقمي… ريادةٌ وإبداع!

ونحن الذين لا زلنا نحمل الحقائب المُتخمة بالمناهج ذات الزخم المعرفي الكبير، وطلبتنا الأعزاء يجاهدون في حملها على الظهور، وفي نفس الوقت نطالب أبناءنا بالتطور والإبداع والابتكار، بالرغم أنّ التعليم في مؤسساتنا التعليمية لا يزال يوصف بأنه تلقيني مباشر؛ فكيف يكون الإبداع إذن من تعليم تلقيني لا جدوى منه؟ وفي الوقت ذاته سمعنا عن التعليم الرقمي، بل شاهدناه في كثير من الدول المتقدمة كاليابان والصين وفنلندا وغيرها من الدول التي باتت تتسابق إليه؛ لما له من فائدة وتقدم في المجالات العلمية والأكاديمية والمهنية الكثيرة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ ما هو التعليم الرقمي؟ وما الفائدة منه؟ التعليم الرقمي أو ( Digital Learning)؛ وهو التعليم الذي يحقق فورية الاتصال بين الطلاب والمدرسين إلكترونيا من خلال شبكة أو شبكات إلكترونية، حيث تصبح المدرسة أو الكلية مؤسسة شبكية، كما أنّ التعليم الرقمي يحتاج إلى آلية لتحقيق ذاك الاتصال بين الطلاب والأساتذة والجامعة أو المدرسة التي ينتمون إليها باستخدام مواقع الأنترنت. وتحقق تلك الآلية مناخ فعال لتكنولوجيا المعلومات فيسمح لجميع الأطراف أن يعملون عن طريق تكنولوجيا المواقع الإلكترونية على الإنترنت وذلك لتحسين المعلومات وتبادل المعرفة.
والتعرف على مكونات التعليم الرقمي: أولا؛ المكون التعليمي (الطلاب - الأساتذة - المواد التعليمية - الإداريون - الماليون- المكتبة - المعامل - مراكز الأبحاث - الامتحانات)، ثانيا؛ المكون التكنولوجي (موقع على الإنترنت - حواسب شخصية - شبكة - تحويل المكون التعليمي رقميا)، ثالثا؛ المكون الإداري ( أهداف التعليم الرقمي - فلسفة التعليم الرقمي - خطط وبرامج وموازنات التعليم الرقمي - الجداول الزمنية للتعليم الرقمي - استراتيجية وأهداف لكل من الأجل القصير والأجل الطويل - الرقابة المانعة الوقائية والتابعة العلاجية لانحرافات برامج التعليم الرقمي).
وبالنظر إلى المكونات السابقة نجد أن المكون الأول يحتل النسبة الكبيرة في تواجده، أما المكون الإداري والذي يبلغ غاية في الأهمية؛ وخاصة أنه يضع كافة الاستراتيجيات والخطط اللازمة للسير في عملية التعليم الرقمي، وأخيراً المكون الثاني الذي لا يمكن التقليل من أهميته وخاصة أنه يشمل النفقات المالية والتبعات التكنولوجية معا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل من الممكن دمج المكونات الثلاثة السابقة معا وبصورة صحيحة؛ َومن ثم دمجها مع مؤسساتنا التعليمية ليصبح تعليمنا متمازجا في بدايته الأولى كحد أدنى، سيما وأننا على بوابة انتشار الذكاء الاصطناعي بكل ما يحمله من ثورات علمية متسارعة؛ ليتسنى لنا الانطلاق بثبات نحو التعليم الرقمي.
وإننا نضع هذه الأفكار أمام المسؤولين وأصحاب القرار للخروج من دائرة التعليم المباشر والتلقيني إلى التعليم الرقمي التكنولوجي الذي يخدم الأمة ويقدم لها النفع والفائدة، ويرتقي بطلبتنا الأعزاء إلى مستوى الابتكار والإبداع.
الدكتورة أروى الحواري



















